افاد ممثل تيار الحكمة الوطني في عمان لـ ” وكالة اخبار العرب ” ، ان الزعيمان السياسيان العراقيان ( الحكيم والصدر ) التقيا مجددا بعد توحد موقفهما تجاه ” ائتلاف النصر ” الذي يتزعمه رئيس الوزراء حيدر العبادي ، وانهم بصدد الاعلان عن تفاهمات سياسية حول خوض الانتخابات البرلمانية العامة المقبلة وأمكانية التحالف بعد اعلان نتائجها.
واوضح ممثل التيار ، ان الزعيمان بحثا في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) الليلة الماضية “مستجدات الاوضاع السياسية والامنية في العراق والمنطقة اضافة الى استحقاقات المرحلة المقبلة والاستعدادات الجارية لخوض الانتخابات العامة” المقررة في 12 ايار مايو المقبل كما قال بيان صحافي لمكتب الحكيم اليوم.
واشار الى انه قد تم التأكيد خلال الاجتماع على “اجراء الانتخابات بشفافية والتنافس وفق البرامج الخدمية .. وشددا على ان بناء الدولة القوية التي تخدم مواطنيها دون تمييز يعتبر من الاولويات التي يجب التركيز عليها”.
تفاهمات أنتخابية
ومن جهته كشف ممثل تيار الحكمة في عمان عن وجود تفاهمات انتخابية وصفها بالـ”كبيرة جدا” بين تيار الحكمة والتيار الصدري ستفضي الى نتائج مابعد الانتخابات وفق برنامج وطني”. واضاف “قبل دخول تحالفنا مع ائتلاف النصر “بقيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي وخروج الحكمة منه ) كنا اشترطنا دخول التيار الصدري لهذا التحالف ولكن كان لهم قرارهم في عدم الدخول حينها”. ووصف العلاقة بين تياري الحكمة والصدر بانها “علاقة قوية وعميقة من سنوات وهما تياران مرتكزان واساسيان في العراق بشكل عام والشيعة بشكل خاص”.
وقد ظل الصدر والحكيم خلال السنوات الماضية ينسقان في مواقفهما السياسية وبرامجهما الانتخابية وحليفين سياسيين مهمين وكانا قادا معارضة لسياسات رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
الصدر هاجم ائتلاف العبادي والحكيم انسحب منه
وكان الصدر قد هاجم في 14 من الشهر الماضي ائتلاف العبادي الانتخابي فور الاعلان عنه واصفا اياه بالبغيض والطائفي مؤكدا انه لن يدعم سوى القوائم الانتخابية العابرة للطائفية.
وابدى الصدر “تعجبه” من تحالف العبادي مع قائمة تضم فصائل للحشد الشعبي وقال في بيان “أعزي شعبي المجاهد الصابر لما آلت إليه الاتفاقات السياسية البغيضة من تخندقات طائفية مقيتة لتمهد عودة الفاسدين مرة أخرى”.. كاشفا عن عرض تلقاه للالتحاق بتحالف العبادي الذي اطلق عليه “نصر العراق” لكنه رفض ذلك “رفضا قاطعا”. واضاف “العجب كل العجب مما سار عليه الاخ العبادي الذي كنا نظن به أنه أول دعاة الوطنية والاصلاح . وشدد بالقول “اعلن انني لن أدعم سوى القوائم العابرة للمحاصصة والتي يكون افرادها من التكنوقراط المستقلين والبعيدة عن التحزب والتخندق الطائفي لتقوية الدولة العراقية الجديدة”.
وسيخوض تيار الصدر الانتخابات بحزب جديد اطلق عليه “الاستقامة الوطني” متحالفا مع 5 قوى اخرى تحت مسمى “سائرون” وهي اضافة الى الاستقامة كل من : الحزب الشيوعي العراقي وحزب الاصلاح والترقي والحزب الجمهوري وحزب الدولة العادلة وحزب الشباب للتغيير وهي القوى التي تشارك التيار الصدري منذ اكثر منذ ثلاثة أعوام في تظاهرات الاحتجاج الاسبوعية ايام الجمعة والتي تشهدها بغداد ومدن عراقية اخرى للمطالبة بالاصلاح ومواجهة الفساد وتقديم الفاسدين الى المحاكم واسترجاع اموال الشعب التي سرقوها.
اما تيار الحكمة بزعامة الحكيم فقد اعلن انسحابه من الائتلاف الانتخابي للعبادي في 29 من الشهر الماضي بعد اسبوعين فقط من انضمامه اليه وقرر خوض الانتخابات المقبلة بقائمة منفصلة.
وجاء هذا الانسحاب بعد نقاشات جرت بين الطرفين اخفقت في الاتفاق على برنامج انتخابي موحد وتشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات اضافة الى خلافات حول تسلسل اسماء المرشحين في الائتلاف الانتخابي والنسب التي سيحصل عليها كل طرف في تشكيلة الحكومة .
وتقول مفوضية الانتخابات ان 24 مليون عراقي بضمنهم حوالي مليون عسكري من بين 36 مليون نسمة هو عدد سكان العراق يحق لهم التصويت في الانتخابات المقبلة التي يتنافس فيها 204 حزبا سياسيا شكل عدد منها تحالفات انتخابيية.
وباستثناء انتخاب رئيس الوزراء يتعين على الأحزاب التي تتقاسم مقاعد البرلمان الاتفاق على رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان حيث يسود في العراق عرف اتفقت عليه الكتل السياسية يقضي بتقاسم الرئاسات الثلاث فتكون رئاسة الجمهورية للأكراد ورئاسة الوزراء للشيعة ورئاسة البرلمان للسنة.