الذكريات والأحداث المثيرة التى شهدتها البطولة الأكثر جماهيرية حول العالم طوال تاريخها، والأمر نفسه سوف يحدث قبل انطلاق النسخة المقبلة فى روسيا من صيف العام الحالى 2018.
البطولة الأولى لكأس العالم أقيمت عام 1930 فى أوروجواى، بمشاركة 13 منتخباً فقط، وُجهت لهم الدعوة من أجل المشاركة فى هذه البطولة حديثة النشأة، ومنح الفيفا حق استضافة البطولة لأوروجواى نظراً لأنها كانت تحتفل بمرور 100 عام على كتابة أول دستور فى تاريخ البلاد، وكان ذلك بعد 5 أعوام من تأسيس الدولة.
البطولة افتتحت بمواجهة بين منتخبى فرنسا والمكسيك، ونجح لوسيان لوران مهاجم منتخب الديوك فى تسجيل الهدف الأول فى المباراة، ليكون أيضاً هو الهدف الأول على الإطلاق فى تاريخ بطولة كأس العالم، التى أصبحت فيما بعد وحتى يومنا هذا أهم بطولة كروية على مستوى العالم.
ولد لوسيان لوران فى 10 ديسمبر عام 1907، ولعب لعدة أندية فرنسية كان أشهرها سوشو، رين، ستراسبورج وتولوز، وظل فى الملاعب إلى أن أصبح عمره 39 عاماً، حيث اعتزل اللعب نهائياً فى عام 1946.
وعندما ذهب لوران مع منتخب فرنسا إلى كأس العالم فى أوروجواى سجل أول هدف فى البطولة بعد مرور 19 دقيقة فقط من مباراة الافتتاح أمام المكسيك، بتسديدة طائرة، ليساهم فى فوز الديوك 4 / 1، إلا أن المنتخب الأوروبى خسر مباراتيه الأخريين فى المجموعة أمام الأرجنتين وتشيلى ليودع البطولة، ولم يلعب لوران أمام تشيلى نظراً لأنه كان مُصاباً.
المفارقة أن لوران لم يلعب لمنتخب فرنسا سوى 10 مباريات دولية فقط، سجل خلالهم هدفه التاريخى فى كأس العالم أمام المكسيك، قبل أن يسجل هدفاً آخر فى مباراة ودية أمام إنجلترا، عام 1931، وحرمته الإصابة من المشاركة فى مونديال 1934 الذى أقيم فى إيطاليا.
لوران استدعى للجيش الفرنسى عندما قامت الحرب العالمية الثانية عام 1939، ولكنه وقع أسيراً فى أيدى القوات الألمانية وظل مسجوناً لمدة 3 سنوات كأسير حرب، قبل أن يتم الإفراج عنه فى عام 1943، وبعد أن خرج من الأسر مباشرة لعب لفريق بيسانكون، وظل معه حتى عام 1946 إلى أن أعلن اعتزاله.
بعد أن اعتزل اللعب عمل لوران كمدرب، وفى عام 1998 كان هو الوحيد من بين الجيل المُشارك فى مونديال 1930 الذى يشاهد منتخب فرنسا وهو يفوز بلقب كأس العالم، وفارق الحياة بعدها بـ 7 أعوام، فى 2005، عن عمر يناهز 98 عاماً.