تحت المجهر
بقلم: موفق الخطاب
لو استعرضنا معاناة العراقيين منذ أن دنس المحتل أرضه الطاهرة وجلب معه مجموعة الخونة وعملاء الداخل وسلمهم مقاليد الحكم وطارد وصفى الشرفاء والكفاءآت بتواطئ جارة السوء لما كفانا لعرضها مجلدات،.
وآخر ما فجع به الشعب العراقي هو الحريق الهائل الذي وقع في قاعة أعراس في قضاء الحمدانية (بغديدا) أحد أقضية محافظة نينوى الأسبوع المنصرم لتلتهم النيران اجسادا بريئة وهي ترقص فرحا ولا تدري ما قد أخفاه لها القدر لتكون آخر رقصة في حياتهم ولتتحول من رقصة الحياة الى رقصة الموت !!
إن حوادث الحرائق في العراق ليست بالأمر الجديد ولا المستغرب فقد شاهدنا سابقا احتراق العديد من المستشفيات والمباني الحكومية والأسواق وغالبا ما تبرره الحكومة بأنه تماس كهربائي ، أو إهمال وتقصير ثم تأتي نتائج التحقيق مخيبة للآمال!
فإما أن تقيد ضد مجهول أو تتلبس برأس صغار الموظفين والحراس والمشغلين وينفذ منها الساسة وكبار المسؤولين !
ما حدث من نكبة لأهالي الحمدانية وقبلها غرق المئات بفاجعة عبارة الموصل لو وقعت في أي دولة من دول العالم لهزت أركانها ولسارع من كان في قلبه ذرة غيرة و رحمة بالاعتذار على اقل تقدير ويبادر بتقديم إستقالته من رأس الحكومة حتى أصغر موظف ولغاب عن الأنظار خجلا من تقصيره !!
فهل سمعتم على كثرة هذه الفواجع منذ عقود من اعتذر لهذا الشعب المظلوم وقدم استقالته؟؟
وفي حقيقة الأمر إن هذه الحرائق بعضها متعمد لإخفاء آثار العقود والسرقات في الوزارات والبنوك وبعضها نتيجة الفساد والعمولات وسوء التنفيذ وتشييد المباني بمادة الألواح sandwich panal القابلة للإشتعال أو بإستخدام مواد أولية من أردأ المناشئ كما هو الحال مع قاعة الأعراس هذه و الاف المباني في كل محافظات العراق المشيدة بنفس الطريقة المتخلفة وسط غياب تام لدور مؤسسات الدولة الرقابية.
ولا نستبعد وقوع المزيد من الكوارث لمخالفة الإشتراطات الهندسية والمواصفات الفنية والسلامة المهنية ، لأن ساسة الدولة وطاقمها الحكومي ينخره الفساد .
هذه النكبة كشفت عن عجز حكومة الإطار ومن قبلها النصر و دولة القانون والاصلاح والتيار والسيادة وتقدم والحكمة ولا تسعفني الذاكرة لكثرة مسمياتهم فهم كالطبل الأجوف ،فقد بان كذبهم في البناء و الإصلاح والديمقراطية ودولة المواطنة فهم على نفس منوال الحكومات والتشكيلات السابقة (نهب و محاصصة وفساد ! )
فكيف لا قدر الله إن تعرض العراق لكوارث وزلازل وفيضانات كالتي وقعت في تركيا والمغرب وليبيا وهو بهذا التردي من سوء البنى التحتية والخدمات ؟؟
وأخيرا اعلنت وزارة الداخلية نتائج التحقيق وجاءت مخيبة لآمال اهالي الضحايا كالعادة، وقد تجاهلت اللجنة التحقيقية السبب الرئيسي لوقوع هذه الكارثة حيث لا يجرأ احد من فتح هذا الملف خوفا من الملاحقة من المليشيات المنفلتة، ولا نستبعد مطالبة الأهالي بتدويل الفاجعة والمطالبة بتحقيق دولي منصف كما صرح العديد من رجال الدين المسيحيين .
وتكمن الحقيقة في أن هذه الصالات وأي مواقع ترفيهية والمولات و المطاعم والفنادق والمتنزهات والمقاهي وكبريات المقاولات والإحالات لا يتمكن أي مستثمر من استخراج الموافقات لها ثم تشيدها دون أن يكون هنالك في الخفاء حزب و جهة مسلحة وقائد كتلة و ميليشيا لها حصة الأسد فيها والذي تم الاصطلاح عليه ب (المكاتب الإقتصادية ) !!
والتي تم فرضها كواقع حال داخل المدن المحررة من قبضة الإرهاب كضريبة لأنهم كما يدعون لقد ((حررناكم وحمينا الأرض والعرض!!))
إن سبب الكوارث الحالية والمستقبلية هي تلك المكاتب التي هي العن من تنظيم داعش ويبدو انها اعلى من سلطة الدولة !!
وقد سبق وأن ادلى بذلك محافظ نينوى السيد نجم الجبوري وأكده بالأمس النائب شيروان الدوبرداني دون أن تتحرك النزاهة والقضاء باالتحقق من تصريحهم !!
كان الله في عون المواطن العراقي الذي يحاصره الموت في كل مكان حتى في أفراحه و أعياده إما غرقا أو حرقا أو غدرا أو عوزا و فقرا أو في العراء مشردا أو في اصقاع الأرض مهجرا .
رحم الله ضحايا الحمدانية وشافى جرحاهم فمصابنا ومصابكم واحد .