لا تلوموا أحمد الكبيسي.. انه في أرذل العمر!
بقلم: هارون محمد
عندما يبايع الشيخ احمد الكبيسي، صديقه الحميم وصاحبه القديم لطيف هميم، كمرجع للسنة العرب في العراق، رغم معرفته المسبقة بان هميم مشروع ايراني، مهمته تنفيذ الاجندة الفارسية الصفوية في المناطق والمحافظات السنية، ومحاربة الرموز والقيادات الوطنية والقومية والدينية في بغداد ومحافظات الموصل والانبار وصلاح الدين وديالى وكركوك وشمال بابل، فان ذلك يعني ان الرجل وهو ينوء بحمل ثقيل وزنه ثمانية وثمانين عاما من عمره، قد دخل الى منطقة خطرة من التعب الجسدي والارهاق الفكري، ووصل الى مرحلة لا يلام على ما يقول ولا يعاتب على ما يدعيه، ولكن من الواجب الانساني على الاقل، تنبيهه الى زلاته، وتحذيره من مساويء افعاله وغلط اقواله، وهذا أضعف الايمان.
الشيخ الكبيسي يعرف تماما او يتذكر ربما، ان مرجعية السنة في العراق والعالم، هما كتاب الله العزيز، وســـنة نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام، والســنة في مشارق الارض ومغاربها، يشكلون أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، والســنة ايضا ليسوا طائفة او فرقة او أقلية، حتى تكون لهم مرجعية دينية تنظم طقوسهم وترعى عقائدهم، فكيف يطالب بان يكون لطيف هميم، الانتهازي والمنافق، والمنقلب على النظام السابق، الذي احتضنه وعينه عضوا في مجلسه الوطني (البرلمان) ومنحه امتياز اصدار جريدة (الرأي) عن لجنة عدي الاولمبية، ووفر له المنصات ومنابر المساجد يخطب فيها، وهو يحمل مدفع رشاش او سيفا يخوف به المصلين، ويرهب الآمنين، وهو ايضا من خان (الامانات) وهي بعشرات الملايين من الدولارات، اودعت لديه لاغراض مقاومة الغزو الامريكي، ولكنه بدلا من توظيفها لدعم الجهاد ضد المحتل، حولها الى شركات واستثمارات في خارج العراق، ومن ثم شد الرحال الى طهران وضاحية بيروت الجنوبية، في رحلات مكوكية، ليقابل خامنئي وتسخيري وحسن نصر الله وكوثراني، ويقدم فروض الولاء لهم والطاعة لرغباتهم، في تدمير العراق وتهميش هويته القومية وتحجيم دوره الحضاري وتشويه تاريخه، وتعريض الملايين من شعبه الى التنكيل الطائفي، والتقتيل العشوائي على الاسم واللقب والمنطقة؟
كان يفترض بالشيخ الكبيسي وهو في هذا العمر، الا ينساق وراء هدية زائلة او مكافأة مبتذلة، ويتحدث بكلام ينسجم مع مستواه الفكري والثقافي والديني، لا ان يمدح شخصا أجمع حتى اخوته وأعيان عشيرته وأهل مدينته على التبروء من افعاله الناقصة وسيرته المعيبة، وأخزاها زياراته الدورية للسفارة الايرانية في بغداد، والقاء الخطب في حضرة سفير دولة الشر والعدوان، يشيد فيها بالخميني وخامنئي وقاسم سليماني، والكبيسي لا بد ويعلم، كم تسبب هؤلاء الثلاثة الاوغاد، في ازهاق نفوس بريئة وقتل الملايين من العراقيين، منذ عام 1980 الى يومنا الراهن.
ليس من حق الكبيسي وهو يقترب من لقاء ربه، والاعمار بيد الله سبحانه، ان يوصي بالخطأ، ويفتي بالباطل، ويسعى الى افتعال البدع والتبشير بالضلال، ويحمد شخصا وقف ضد أهله وقومه في أصعب الظروف، وارتمى في أحضان جارة السوء وعدوة العروبة والعرب، ولا ندري كيف سيقابل وجوه من استضافوه وكرموه طوال عشرين سنة منصرمة، وهم يتعرضون الى تآمر ايران وتكالب أطماعها في بلادهم، والكبيسي يعلم ان ايران التي يمجد واحدا من عملائها، ما زالت تحتل ارضا عربية امارتية، هي جزر طنب الصغرى والكبرى وابو موسى. من حق الشيخ الكبيسي ان يبايع ابن هميم مرجعا لسنة المالكي اللئيم وسنة الحشد الرجيم، اما ملايين السنة، فمرجعيتهم القران الكريم وسنة نبيه رسول الحق، مقوض الاصنام والاوثان، وهادي البشرية نحو مكارم الاخلاق، وطارد المنافقين وهم اشد كفرا من الكفار أنفسهم، الذين تركوا وراءهم شياطين يسكتون عن الحق ويعيشون تحت ظلال الحرام، ومنهم فئة يلعن افرادها، أصحاب محمد وزوجاته امهات المؤمنين ويشنعون على خلفائه، أخطرهم صنف نذل، يزعم انه ســني المنحدر، ولكنه في الحقيقة عدو للسنة ومحرض عليهم وقاتل لابنائهم، لعنة الله عليهم في الدنيا والآخرة.
وسؤال صغير الى جناب الشيخ الكبيسي المحترم جدا جدا، أليس من الاسلام، النصح في وجوب مراعاة المال العام وخصوصا أموال الوقف، وضرورة الحفاظ عليها ومنع تدنيسها بالنهب والعبث والسرقة؟ ولماذا لم يستفسر ان كان صاحب مروءة عن مصير المليارات التي بددها موظفو هميم الموقوفين في محكمة النزاهة؟ ولماذا لم يسأل عن نجله المحروس الذي اعتقل في منفذ طريبيل الحدودي، واعيد الى بغداد مقبوضا عليه واودع في سجن النزاهة؟.
انها اسئلة شرعية ومشروعة، نعتقد ان الشيخ الكبيسي لا يملك أجوبة شافية لها، لان حب ابن هميم ملك قلبه المتيم بالمكرمات السخية، وأنساه تدينه الذي كان، واخيرا وليس آخرا، إدعوا ايها السنة العرب للشيخ، ان يعود الى صفاه، ويعيش بقية عمره في سكينة ورفاه.