عندما يُحمل وجع الوطن بين ” المُقل “
بقلم: محمد زيدان الجابري
من بلدي المنكوب والمذبوح حد النخاع حملت جراح طفولة اقراني الذين يحلمون كباقي اطفال الامم والشعوب أن ينعموا بالحياة ، لكن قدرنا ان نحيا في بلد لاوجود فيه لشيء إسمه الحياة بل إن صوت الموت والفساد يعلو على الجميع،
كان من البديهي أن أتكلم عن بلدي الموجوع ، لكنني إخترت أن أتحدث عن بلد ضم رفات أجدادي لأنني وببساطة من أصل تلك الأرض الطاهرة التي هي منبع العروبة والعرب، ((((اليمن)))))
ذلك البلد الذي لطالما تغنى به الشعراء وأحبه الكتاب والمثقفين وكرهه الطغاة والمتجبرين ورموز الرجعية العربية الجديدة،
وهنا أتمنى أن لايسألني أحدكم من هم رموز الرجعية العربية،
على حد علمي أن اليمن كانت من البلدان الجميلة والتي يشار لها بالبنان ولكنها دفعت ثمن الصراعات الإقليمية الطائفية منها والقومية في المنطقة وياله من ثمن ،لقد كان باهضاً بل ومدمراً وهذا ما أراده أعداء الإنسانية،
نعم اليمن ومنذ القرن الماضي كانت تشهد صراعات داخلية بين الشمال والجنوب ووصلت في بعض الأحيان الى الحروب التي كانت بداية تدمير ذلك البلد وهنا أقولها وبحرقة وألم ومرارة نابعة من حجم المعاناة التي عشتها كمواطن عراقي دفع فاتورة انتمائه لهذه الأمة العظيمة إن من كان يمول تدميرنا هم اصحاب المال العربي الذين لم يتركوا فرصة لخدمة أعداء الإنسانية إلا واستثمروها في تدميرنا،
فبعد أن كانت اليمن العدو اللدود لراعية الإرهاب في العالم ( ايران الشر ) ها هي وبفضل السياسات الطائشة المقصودة منها وغير المقصودة لأنظمة عثى عليها الزمن وبات دورها الوحيد هو تدمير مقدرات الأمة،
لقد تأمر العرب على الرئيس علي عبدالله صالح وكانت ولاتزال بعض الدول ضمن ماسمي( التحالف العربي) تعمل بالضد من بعضها البعض وكان من نتاج ذلك الصراع الخفي اسقاط دولة اليمن وتسليم الجزء الأكبر منها لميليشيات إيران المتمثلة بالحوثيين،
وباتت وللأسف صواريخ إيران تدك مدن نجد والحجاز بعد أن كانت ايران واذنابها تحلم بالوصول الى اقرب نقطة لأرض عربية لحدودها ،
ايران التي لم تكن ترى السعودية الا بمواسم الحج والعمرة باتت تتبجح بأنها ضمت اربعة عواصم عربية الى امبراطورية فارس المزعومة،
كل هذا والعرب في سبات ولا أستغرب من هذا فلقد كنت اراقب والدي ودموعه التي تنهمر بغزارة عندما يتذكر السنين العجاف التي وقف بها مقاتلاً في صنف القوات الخاصة العراقية ليذود عن حمى الأمة العربية ولكن للأسف تأمر علينا العرب ودفعوا فاتورة قتلنا وتهجيرنا وسلموا العراق لقمة سائغة لإيران،
من خلال تجربتي المتواضعة اكتشفت ان كل الذين يدعون إنفسهم انهم رعاة للعروبة والإسلام ( كذبوا على انفسهم ) وعلى شعوبهم وأثبتت الأحداث ان البلد الوحيد الذي فتح ابوابه مشرعة بوجه العرب الفارين من جحيم الحروب وويلاتها هو المملكة الأردنية الهاشمية ممثلاً بالأب القائد جلالة الملك الهاشمي عبدالله ابن الحسين حماه الله وشعبه المعطاء.
لقد كان نعم العون لنا ومسح دموعنا ونفض عنا غبار الذل بعد ان تحمل الكثير رغم عاديات الدهر وتإمر إخوة يوسف عليه،
في جعبتي الكثير وفي صدري أهات وأهات لكنني أكتفي بهذا القدر ولايفوتني في هذا المقام الا أن أتذكر إسماً لطالما إقترن بالتدمير والحروب والنزوح والتشريد،
إنها ” الأمم المتحدة ” والتي عجزت أن أحدد دورها الا في حالة واحدة ، انها كانت ولاتزال المظلة السوداء التي شرعنت قتلنا وإحتلال بلداننا ،