خالد المُلا .. فليقل خيراً او ليصمت
بقلم : عبد القادر النايل
اطلعت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي على رسالة موجهه من الشيخ خالد المُلا الى فضيلة العلامة الشيخ الدكتور عبد الملك السعدي كبير علماء العراق وأحد فقهاء العالم الاسلامي المعروفين ؛ الذي لفت انتباهي في الرسالة اعتراض خالد المُلا على الشيخ العلامة الدكتور عبد الملك السعدي حفظه الله؛ الذي عرف بوسطيته وتواضعه وهو احد الاعلام الذين وقفوا بوجه الطائفية ومشاريع التقسيم وفتاوى التكفير ودعوات الفتنة وإراقة الدماء فقد حرم الدم العراقي وشدد على وحدة العراق وحث العراقيين على الصبر وأوصاهم بعدم تنفيذ رغبة المحتلين واذنابهم في الاقتتال الطائفي وايقاد فتيل الحرب الاهلية ؛ وقد دفع ثمناً باهضا وضريبة قاسية جراء مواقفه المعتدلة هذه.
اعتراض الشيخ خالد المُلا على الشيخ السعدي جاء بعد أن كال المديح له معددا بعض خصاله الحميدة مظهرا فضله على العلم وطلبته في العراق بيد أن ما أزعج الملا وقض مضاجعه هو اتهام الشيخ الدكتور عبد الملك السعدي ايران بالتدخل بالشأن العراقي لا سيما السياسي حتى بات العراق بحق واقعا تحت الهيمنة الإيرانية وان للنظام الايراني تدخلا كبيرا وتأثيرا عظيما على تشكيل الحكومات في العراق بل واختيار الوزراء لا سيما في الوزرات السيادية؛ فقلت يا ليت خالد المُلا صمت امتثالا لقول النبي محمد صَل الله عليه وسلم ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت ) وهل اصبح الكلام على نفوذ النظام الإيراني وجرائمه وتدخله بالشأن السياسي الضار بحق الشعب العراقي يقض مضاجع المُلا ويثير كوامنه ؟! هل أصبحت قبلتكم ايران ونظام ولاية الفقيه الإيراني الذي صنع الطائفية وأنتج التكفير واستباحة الدماء وشرع الفساد
وتمزيق المجتمعات ؛ ام تريدون أن يسكت العلماء العاملون عن كلمة الحق ويؤيدونكم في الولاء الذي أبرمتموه للنظام الإيراني ومشروعه الطائفي . إن كلام فضيلة العلامة السعدي تجاه ايران وتدخلها السافر في حقيقته أزعج ايران ونظامها وذيولها لأنه يعد تنبيها وإيقاظا وكشفاً للحقيقة ليأتي اعتراضكم لتسجيل موقف لديها حيث هؤلاء العلماء اهل الصدق الذين لم يبيعوا دينهم بدنيا غيرهم كما فعلتم ولا تسطيع ايران ولا غيرها شراءهم . وهنا استغرب عندما اعود لتاريخ خالد المُلا الذي عرف بمساندته للجيش العراقي في الدفاع عن العراق في الحرب العراقية الإيرانية وبسبب عداءه لنظام ولاية الفقيه دخل المُلا المجلس الوطني في التسعينات إبان حكم حزب البعث يوم كان يعد نفسه مريدا عند السيد عزة الدوري وكان يحذر بشدة من خطر ايران ونظامها التوسعي في المنطقة فأقول يا خالد المُلا ما الذي حدا مما بدا وانت اليوم تساند بتطرف وغلو واندفاع لمشروع ولاية الفقيه وتنفذ مخططاتهم وأصبحت مقرباً من خامنئي ومستشاره على اكبر ولايتي ولم تقف عند هذه الحد فقد ساندت اجرام المليشيات بحق المواطنين الأبرياء في الاختطاف والاغتيال والقتل والاستيلاء على المناطق والمساجد لتشاركهم أثمهم وظلمهم ؛.
وعلى الرغم انك واخرون تساندونهم لم يحترمونكم في اي شيء حتى وان كان ذَر الرماد في العيون فهل استطعت ان تقف موقفا مشرفا في إطلاق سراح المختطفين من اهالي الانبار في الصقلاوية او الرزازة او قضاء الدور في صلاح الدين او المختطفين من اهلٌ الموصل والذي اصبح عددهم أكثر من الالف ام انك اسهمت في إرجاع اهالي جرف الصخر وبيجي وناحية عزيز بلد وكل هذه المناطق قرارها بيد مليشيات حزب الله وانت مقرب منهم مسموع الكلمة عندهم، اننا كنّا نتوقع بعد ان انكشف تغول ايران في العراق وبان كل مخبأ وظهر ان تعلنوا توبتكم وتعتذروا للشعب العراقي لان اعماركم اقتربت آجالها وكلنا سنموت لكن التاريخ سيكتب للأجيال إنكم سلكتم طريق ابي رغال وسيقف أحفادك على قبرك ليقولوا لك ولمن يسير في فلك المشروع الإيراني بئس الجد الذي خلف لنا تاريخا مخزيا غير مشرف ، لاسيما ان مشروع ايران سينتهى وسيزول عاجلا ام اجلا وعلي أيدي العراقيين .
ثم يا خالد المُلا ماذا تقول عندما يصف نائب قائد الحرس الثوري الإيراني بان الجيش الحكومي هو امتداد وعمق لايران ؛ وماذا تقول عن الألف من الجنود الإيرانيين وضباط الحرس الثوري الإيراني في العراق فضلا عن إدارة كل ذلك من قبل قاسم سليماني ثم اننا لم نسمع منكم ردا على مستشار خامئني عندما وصف بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء بأنها عواصم تابعة لطهران واذا كان كل هذا وأكثر لا يعد احتلالاً ولا هيمنة على القرار السياسي والعسكري والامني والاقتصادي .؟؟؟