رئيس التحرير / د. اسماعيل الجنابي
السبت,21 سبتمبر, 2024

بقلم: عادل الاشرم … أليوم العظيم لشعب أنتصر لذاته!

أليوم العظيم لشعب أنتصر لذاته!
بقلم: د.عادل الاشرم
مسرحية الأنتخابات
    بلا أدنى شك أن يوم 12 من شهر أيار من العام 2018م سيخلده التاريخ، لأنه كان يوما عظيما أنتصر فيه الشعب العراقي لذاته، شعبا مورست عليه وبحقه أعتى أنواع البطش والإذلال، وجندت له أقسى دوائر الاستخبارات العالمية وأبشعها، لتعيث به تمزيقا وتفتيتا وفتنة.
     ماحصل في هذا اليوم العظيم رسالة خالدة فضحت زيف دعاة الأنتخابات.
    ورغم إحترامنا الكبير  للسادة والمراجع والواجهات الاجتماعية والدينية من كل أطراف الفسيفساء العراقية، وتقديرنا لرأيهم، بل ولكل من أنتخب بهدف شريف ونيه صادقة، وأصبح بعد الانتخابات ضمن محور الولاء.
   هذا المحور الذي نستثني منه المزورين، والمطبلين للمزورين، وشلة الفاسدين، الذين كانوا ولازالوا وسيبقون عرابين المشروع الإيراني الأمريكي في العراق. فهذا المحور بصالحه وطالحه لا شرعية شعبية له، شرعيته جاءته من أمريكا وإيران فقط.
    الشرعية الحقيقية هي شرعية الأغلبية الساحقة، هي شرعية المقاطعة الشعبية واسعة النطاق، والتي بلغت أكثر من ثمانون بالمائة وشملت كل محافظات البلاد.
     وهذا يعني ليس هناك شرعية شعبية للحكومة الجديدة، حتى وإن أيدها بعض الرموز أنفي الذكر.
     لم ترحب بالنتيجة إلا أمريكا وإيران الذين أكملوا التزوير، وضغطوا في سبيل خروج من يدعمونهم من الإحراج أمام الرأي العام، فضاعفوا الرقم بشكل علني دون حياء، وجعلوا المفوضية التي يدعون إستقلالها جزءا أصيلا في عملية التزوير الكبرى،  في صورة مخزية لتشريع الأنتخابات.
     تزويرا كاملا بلا حياء ولا خجل، مصادرة لإرادة الناس بشكل مخزي وعلني، بلا ضمير أو مسؤولية، ويتم هذا بضغطا أمنيا كاملا، بل وبعمليات ترهيب علنية، ومع كل هذا  فالشعب قال كلمته.
    اليوم هناك خندقين في العراق، لاثالث لهما: خندق الشعب المقاطع وهم الغالبية الساحقة، وخندق الولاء المؤيد المدعوم من الخارج وهم الأقلية.
     إن خندق الشعب ولأول مرة منذ عقد ونصف من الزمن، يتوحد بفكره ومزاجه ورؤيته، فجاءت نسبة المقاطعة متقاربة بشكل شبه متطابق تماما، وإن دل هذا إنما يدل على أن الهم والوعي العراقي واحد، وأن لا أحدا يستطيع مهما بلغ من القوة والتأثير أن يفصل الجسد الواحد عن بعضه، ثم أن تلك المقاطعه المباركة أفرزت ولأول مرة منذ الإحتلال أن الشعب العراقي أنتصر لذاته، فلم يستسلم للثقافات الدخيلة الخاصة التي فرضت عليه، كأدوات أجنبية تدميرية تستهدف ثقافته وقيمه المتوارثة، فكلنا رأى حجم الضغط الاجتماعي الذي مورس عليه، والذي بدأ بمحاولة تهيأة لخلق بيئة قابلة للتدمير، فبدأوا بالتقسيم الاجتماعي والديني والمناطقي، ونجحوا لحد ما، فشنوا في المرحلة الثانية، حملة شعواء أستهدفت إشاعة الانحلال وإستباحة الأعراف والتقاليد المحافظة، من خلال توجيها إعلاميا واسعا، فأظهروا كثيرا من الجوانب المحرمة في تقاليدنا وقيمنا، وهيأوا لها بالتدريج حتى تصبح امرا عاديا، فمن كان يتقبل في مجتمعه المنحلين أخلاقيا والشاذين جنسيا والمروجين والمتعاطين للمخدرات؟ بل أدخلوا الأمراض التي لم يعرفها العراقيون بحياتهم، كمرض الأيدز وأمراض الإتصال الجنسي الشاذ.
     نجح الأعداء في تدمير النشأة من خلال حماية التجار الفاسدين، ومروجي الإنحلال، وناقلي الفحش، بل أغلب هؤلاء التجار هم من أبناء وأقرباء وأصدقاء أرباب العملية السياسية، فهم من يحميهم ويتستر عليهم، ويضمن لهم القيام بعمليات المتاجرة والتهريب دون قيود، وأمام أنظار الحكومة، حتى شاعت المخدرات بين شبابنا، وكثرت فيهم الأمراض الجنسية المستوردة، ولاتزال.
     كان هناك هدفا واحدا أتفقت عليه الأطراف الخارجية المتدخلة بالشأن العراقي، والمدعية بمعاداة بعض، أتفقت على تدمير المجتمع العراقي.
     هذا التدمير يتم تحت دعوة الديمقراطية الجديدة، ديمقراطية التزوير ومصادرة صوت الشعب، ديمقراطية البؤس والفقر والحرمان، ديمقراطية التهجير واللجؤ والتشتيت، ديمقراطية القتل واستباحة الدماء، ديمقراطية إنعدام الأمن والاستقرار، ديمقراطية السلب والنهب والابتزاز، ديمقراطية المافيات والعصابات الاجرامية، ديمقراطية الارهاب والترهيب والجهل.
    الشعب أنتصر لذاته، وأرسل رسالة في يوما عظيما سيخلده التاريخ له، فلا أموال اللصوص، ولا سياط الجلادين قادرة على أن تنتزع إيمان العراقي الحقيقي بقضيته العادلة.
     فكم شوهوا صورة العراقي والعراقية أمام الرأي العام العالمي؟
    وكم أرسلوا من رسائل سؤ لتمرير ثقافة الإنحلال، بعنوانا عراقيا واضحا، مرسومة وتجري تحت هدف محدد، معروفة دوافعه؟
     نعم الشعب العراقي الشريف أعطى العالم كله درسا، مفاده أن مايرسل من خلال الإعلام ومنابر الحكومة وداعميها هو غير الذي موجود من حقيقة خلف الكواليس، فلايمكن أن يشترى العراقي بكنوز الدنيا، ولايمكن للعراقي أن يساوم على كرامته، ومن كان يشتري مراكز الاقتراع بالجملة، وبالملايين التي سرقها من الشعب، ومن كان يرسل السماسرة لإستغلال الناس، هو عضو في زمرة الولاء لحكومة التشريع الخارجي، حتى أولئك الذين أدعوا يوما أنهم مع خندق الشعب، فهؤلاء كانوا تجار قضية ليس إلا، والشعب العراقي يعلمهم جيدا، ويعلم حجمهم على الأرض.
     الشعب اليوم وضع النقاط على الحروف، فلم تفلح كل دعوات الرموز والمراجع والواجهات الاجتماعية أن تثنيه عن قراره في المقاطعة، حتى من كانت نيته صادقة في التشجيع على التصويت لأجل التغيير لم يستطع أن يجد أذانا صاغية لشعبا واعيا أثبت أنه غير مملوك لأي شخص، مهما كانت مرتبته الدينية أو الاجتماعية.

اقرأ أيضا

الرابط المختصر

أخبار ذات صلة

Next Post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.