اجتثوك في الممات لانهم يخشون مواجهتك حياً
بقلم: الشيخ زيدان الجابري
الى روح الأخ الشهيد اللواء الركن أحمد صداك البطاح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
عندما فرت جميع القيادات الأمنية من محافظة الأنبار وتركت أهلها ومدنها فريسة بيد من هب ودب قررت أن تستلم منصب قائد شرطة الأنبار بدون راتب ولامخصصات ولازلت أحتفظ بأخر الرسائل المتبادلة بيننا وتحديداً عندما طلبت نصيحتي حول تسلمكم قيادة شرطة الانبار ، فكانت كلماتي اليك أن ( لاتدنس تأريخك المشرق والمشرف بهذا العمل).
لم أكن ضد أن يستلم أمثالك من القادة الحقيقين الذين خاضوا غمارها مثل هكذا مناصب ، لكنني كنت على يقين أنك لن تستطيع أن تقدم ماترغب به لأهل محافظتك الذين أحبوك ، لأن المؤامرة عليها كانت أكبر من كل الأمنيات ، خصوصا بعد أن إتخذ شذاذ الأفاق قرار تدميرها سلفاً. كونهم يعلمون ان رجالات الانبار لايخافون الردى مهما بلغت ذروة المنايا وشدة التضحيات.
ومن هنا يتبادر الى الأذهان السؤال التالي!
( أين كانت هيئة إجتثاث البعث ، أو مايعرف بهيئة المساءلة والعدالة اليوم ، عندما اختاروك لقيادة شرطة الانبار ) ؟؟؟
ألم يعلموا جيداً بأنك كنت قائداً في تشكيلات الحرس الجمهوري وقائداً لفدائيي صدام؟؟
لماذا لم تعترض هيئة المساءلة ” واللاعدالة ” على تسنمك المنصب في حينها؟؟
هذا ماوعدتك به في حينها وقلت لك بالحرف الواحد ( إن أبقوك على قيد الحياة فإنهم سيجتثوك بعد أن تنتهي مهمتك وأخبرتني ان الأعمار بيد الله ، وبحسرة وغصة عميقة قلت عبارتك المشهودة ( ماذا تساوي أرواحنا ورتبنا العسكرية أمام الأنبار وتاريخها البهي)
اما الان وبعد رحيلك الى دار البقاء مع الشهداء والصديقيين ، فعلوا معك كل شيء ،فبعد أن روى دمك الطاهر أرض الأنبار ، لم يصرفوا لك الراتب التقاعدي؟؟ ولم يدرجوا إسمك في قوائم الشهداء ؟؟
وجعلوا خاتمتها ان يلقوا بابنائك في الشارع ويتركوهم في العراء .
لاتستغرب فقد قرر الأوباش مصادرة أموالك المنقولة وغير المنقولة تكريماً لما قدمته من أجل ( الوطن)
هم يتصورون إنك تملك عقارات في شارع المستودع في الرمادي وفي أحياء المنصور في بغداد وكذلك تملك فيلا فخمة جداً في العاصمة الأردنية عمان وان رصيدك في البنوك وشركات الصيرفة تتعدى ، ميزانية المحافظة ، لم يعلموا إن ماتملكه هي دار واحدة في حي التأميم التي شيدتها بعرق الجبين وتعب السنين.
نم قرير العين ، واتمنى أن يستلهم العبرة من لازال يتصور أن هناك من يريد الخير للعراق من أزلام الإحتلالات،
أختم قولي إن صوراً عديدة لك أجمل من هذه الصورة التي وضعتها بين سطور كلماتي ، لكني أخترت هذه بالذات لكي تصل الى الذين يسمون أنفسهم حكاماً ومسؤولين ، عسى أن يصدقوا بأنك استشهدت لكي تبقى الأنبار حرة أبية ،
لكن اجدد ماقاله الشاعر …
لقد أسمعت لوناديت حياً
ولكن لاحياة لمن تنادي