بعد 3 سنوات من غيابه عن السينما، عاد مرة أخرى ليقدم انطلاقة قوية من خلال فيلمه “فوي فوي فوي”، وتلقى الفيلم العديد من الإشادات من الجمهور والنقاد، بجانب تحقيقه نجاحا جيدا في شباك التذاكر المصري، حيث وصلت إيرادات الفيلم لأكثر من 6 ملايين جنيه في الأيام الأولى من عرضه، ولكن كل هذا النجاح الذي حققه محمد فراج صاحبته حالة من الجدل حول تصريحاته الأخيرة، والتي اعتبرها البعض هجوماً على الجمهور، وفي نفس الوقت ترشح فيلمه الأخير لتمثيل مصر في جائزة الأوسكار. وفي تصريحات خاصة لموقع “العربية.نت” أكد سعادته بهذا الأمر وقال “الأمر كان مفاجأة كبيرة لي ولباقي صناع العمل، ولكنه لم يكن مستحيلا، فنحن رواد السينما والفن في الوطن العربي كله”.
وأضاف “أشعر بسعادة غامرة، وبالفخر بأنني جزء من هذا المشروع الفني الذي رشح لتمثيل مصر في أكبر وأفضل المسابقات العالمية “أوسكار”، كما أن الفيلم حاز استحسان الوسط الفني، أو الجمهور من مختلف الثقافات والدول العربية التي عرض بها الفيلم”.
وعن تفاصيل قصة الفيلم والشخصية التي يقدمها من خلاله قال أحداث العمل مستوحاة من قصة حقيقية، وكان ذلك دافعاً قوياً لقبولي المشاركة في العمل، فالموضوع جديد ومختلف تماماً عن أعمالي السابقة، فالأحداث تدور حول حارس أمن يُدعى “حسن” يعيش مع والدته حياة فقيرة، يحلم بالسفر للخارج، فيتحايل بطريقة ما للانضمام إلى فريق كرة قدم للمكفوفين، يستعد للمشاركة في بطولة كأس العالم بأوروبا، وفي هذه الرحلة، يلتقي بالعديد من الشخصيات، ويدخل في عدة مغامرات مثيرة وخطيرة”.
وأضاف “حسن يسعى لتحقيق أحلامه وأهدافه مثل أي شخص في العالم، ولكن الحياة تكون ملخبطة مع البني آدم والأبواب مغلقة في وجهه، ويتساءل هل يعافر ولا ينسى حلمه، ولكن حسن ضحك شوية على الدنيا فبدأ يلجأ لأساليب غير صحيحة”.
وعن الأسباب التي جعلته يوافق على تقديم هذا العمل قال “عندما قرأت الورق جذبني بشدة حتى انتهيت من قراءته كله مرة واحدة، فهناك شخصيات مركبة مليئة بالتفاصيل تحتاج أن تبسط حتى يفهم الممثل ما المراد توصيله إلى الجمهور، والحقيقة كل المشاهد جذبتني، فأي مخرج أو فنان يجد هذا الورق يتحمس له، وأنا لديّ شغف تجاه القصص الحقيقية، وبحب أعرف إيه الحقيقة وراء أي قصة، فما بالك بأنني موجود في عمل فني وأجسد شخصية كانت موجودة بالفعل”.
وحول الصعوبات التي واجهته في تقديم شخصية حسن أشار “لقد واجهت صعوبات بالغة خلال فترة التحضير والتصوير للوصول لكل أبعاد وتفاصيل الشخصية، فأصعب ما في التجربة، هو الادعاء بأنني شخص كفيف، لذلك يجب عليّا إتقان أدوات الشخصية حتى يُصدقني الجمهور ويتفاعل مع الأحداث، وهو ما جعلني أطلع جيداً على كل التفاصيل الخاصة بحياة المكفوفين، للتمكن من تجسيد الشخصية بشكلٍ احترافي، والحقيقة أن هذا الفيلم من أكثر الأعمال التي بذلت فيها مجهودا كبيرا، بسبب طبيعة الشخصية والموضوع، وكذلك آلية التصوير أيضاً”.
وعن تقييمه لشخصية “حسن” قال “لديه تحد في رحلته، فهو شخص أساساً مبصر ولكنه سيقنع الآخرين بأنه كفيف، بل يجب أن يصدقوه، والشخصية هنا فيها نصب وإبداع وشغل إنك تقنع ناس ويقدروا يحرموك من تحقيق أهدافك وأحلامك وتقنعهم ويصدقوك، وحسن قلبه ميت وكان تحديا مهما بالنسبة لى، كما أنه نموذج حقيقي موجود في المجتمع، يُقرر خوض مغامرة خطيرة دون انتظار نتائجها، وذلك بعدما تُغلق في وجهه كل الأبواب التي توصله إلى أحلامه وطموحاته”.
ومع تأجيل عرض الفيلم لأكثر من مرة حتى عرض في نهاية موسم الصيف فكان تعليقه “هذا الأمر لا يشغلني تماماً، التوفيق والنجاح من عند الله، وأتمنى أن ينال العمل إعجاب الجمهور”.
وحول مشاركة نيللي كريم التي ليست المرة الأولى التي يجتمعان فيها لتقديم عمل فني قال “إن وجودها في أي عمل يضيف، فهي نجمة ومحبوبة ولها أعمالها التي تتحدث عنها، كما أنها وش الخير عليّ من بداية عملنا في “تحت السيطرة” ثم ضد الكسر وحاليا “فوي فوي فوي”.
وينتظر في صيف 2024 فيلما آخر جديدا لمحمد فراج، وهو فيلم “أهل الكهف”، وهو ليس من بطولته المطلقة أيضاً وذلك بمشاركة عدد كبير من النجوم، ومنهم خالد النبوي وغادة عادل وغيرهما، وقد تفتح النجاحات الأخيرة لمحمد فراج في فيلم “فوي فوي فوي” الباب أمام انطلاقة سينمائية جديدة له يعوض بها فترات غيابه عن الشاشة السينمائية.