يواجه رئيس الوزراء العراقي مستقبلًا مجهولا بعد رغبته التحالف مع حزب نوري المالكي.
يبدو أن تحالفات القوى العراقية، ستضع رئيس الوزراء حيدر العبادي في موقف صعب، خصوصًا عقب انتهاء المدة الزمنية لتلك التحالفات، التي ستخوض الانتخابات البرلمانية المقررة في الثاني عشر من أيار المقبل.
وأعلنت مفوضية الانتخابات انتهاء مهلة تمديد تشكيل التحالفات، أمس الخميس، دون وجود نية لتمديد الموعد، فيما سافر رئيس مجلس المفوضية وأغلب أعضاء مجلس الإدارة إلى إقليم كردستان، وهو على ما يبدو تحرك للتهرب من أي ضغوط سياسية لتمديد تشكيل التحالفات.
وفيما أعلن المكتب الإعلامي للعبادي عزمه إطلاق كيان” النصر والإصلاح” إلا أن ذلك لم يحدث في ظل الاشكاليات القانونية، حيث انتهت فترة تسجيل الكيانات خلال الشهر الماضي.
ورغم الدعوات المتكررة والملحة، والظروف المواتية للعبادي بتأسيس حزب خصوصًا بعد الانتصارات على داعش وتحقيق جملة من المكاسب على الصعيد السياسي والاقتصادي والعلاقات الخارجية، إلا أنه أعلن تمسكه بحزب الدعوة الذي يتزعمه سلفه نوري المالكي.
انتحار سياسي
ويرى مراقبون أن العبادي لم يستثمر المكتسبات التي حققها والدعم المقدم له من الولايات المتحدة وبريطانيا والمحيط العربي، حيث بقي قريبًا من القوى الشيعية التابعة لإيران كفصائل الحشد الشعبي دون الاهتمام بالانتخابات المقبلة.
وبتلك الصورة، فإنه ليس أمام العبادي سوى خوض الانتخابات تحت ظل سلفه نوري المالكي الذي يتزعم حزب الدعوة وائتلاف دولة القانون، باعتباره مسجلًا لدى المفوضية ضمن كوادر الحزب، وهو ما يراه مختصون انتحارًا سياسيًا للعبادي.
وتوقع مراقبون انخفاض نسبة الأصوات التي سيحصل عليها وذلك للتباين الواسع في جمهور المالكي والعبادي، في حين أن الكثير من القوى المدنية كانت راغبة بالتصويت للعبادي أو التحالف معه لكن في حال خوضه الانتخابات كرقم ثانٍ في قائمة المالكي من المرجح خسارة هذا الدعم.
واستبعد سياسيون موافقة المالكي على خوض العبادي كرقم ثانٍ في ائتلاف دولة القانون، فيما لا يستبعد إقصاء العبادي إلى ذيل القائمة، استغلالًا للمأزق الذي وقع فيه.
ومما لا يعد خافيًا في العراق، أن المالكي رجل إيران الأول في البلاد، فيما يمثل العبادي الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الغربية بشكل عام رغم مغازلته الدائمة لإيران، خاصة وأنه يمتلك الجنسية البريطانية وقضى شطرًا من حياته هناك.
تحالفات القوى السنية
وتحالف رئيس البرلمان العراقي الذي كان منضويًا في الحزب الاسلامي العراقي وانشق منه مؤخرًا مع رئيس ائتلاف الوطنية أياد علاوي ونائب رئيس الوزراء السابق صالح المطلك، فيما برز تحالف آخر بين نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي الذي ينحدر من الموصل والمشروع العربي بزعامة رجل الأعمال المنحدر من الأنبار خميس الخنجر.
وستخوض بقية الأحزاب الانتخابات بشكل منفرد كما هو حال تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، فيما أعلن التيار الصدري عن تشكيل تحالف غير واضح مع الحزب الشيوعي.