أعلنت جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن، الأربعاء، أنها أسقطت المسيرة الأمريكية الشهيرة “إم كيو 9 ريبر”، وأكد مصدر أمريكي صحة الخبر. وهذا يشكل ثاني أكبر ضربة لسلاح الجو الأمريكي خلال السنوات الأخيرة في الشرق الأوسط، بعدما كانت إيران قد أسقطت المسيرة المتطورة جدا “آر كيو-4 غلوبال هوك” سنة 2019 التي يتجاوز سعرها 250 مليون دولار.
وجاء في البيان الرسمي للحوثيين: “تمكنت دفاعاتنا الجوية من إسقاط طائرة أمريكية (إم كيو 9) أثناء قيامها بأعمال عدائية ورصد وتجسس في أجواء المياه الإقليمية اليمنية، وذلك يأتي ضمن الدعم العسكري الأمريكي للكيان الإسرائيلي”. وشدد على حق اليمن في إسقاط كل الطائرات المعادية ضمن الدفاع عن وحدة البلاد من التدخل الخارجي.
ساعات بعد هذا البيان، أكد مسؤولان أمريكيان صحة الخبر دون التأكيد هل الطائرة كانت في الأجواء الدولية أو في أجواء اليمن.
وبدون شك، فإن هذه المسيرة المخصصة للاستطلاع والتجسس هي جزء من تمركز سفن حربية كثيرة في البحر الأحمر، ومنها حاملة الطائرات إيزنهاور وبعض المدمرات. وهي تراقب الحوثيين كما تؤّمن سلامة هذا الأسطول الحربي. وكانت البحرية الأمريكية قد اعترضت في منتصف أكتوبر الماضي صواريخ باليستية ومسيرات أطلقها الحوثيون على إسرائيل، وفشلت في اعتراض أخرى منذ عشرة أيام، وتستمر في دورها باعتراض الصواريخ الحوثية علاوة على ممارسة الردع ضد حزب الله كي لا يدخل الحرب.
وبعدما أكدت واشنطن خبر إسقاط طائرة “إم كيو 9 ريبر” من طرف الحوثيين، فهذا يؤكد معطيات عسكرية هامة ومقلقة لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل بل الحلف الأطلسي عموما. إذ تعد هذه المسيّرة أهم درون لدى الجيش الأمريكي، فهي تقوم بمهام متعددة منها الاستطلاع والتجسس من جهة، وعملية القصف من جهة أخرى.
وعملية الإسقاط ليست بالسهلة، فهي تعني توفر الحوثيين على مضادات طيران متطورة للغاية قد تكون روسية مثل “إس 300” أو إيرانية الصنع، وهو ما يؤكد صلابة الصناعة العسكرية الإيرانية. وتعتبر هذه الطائرة المسيّرة رئيسية لدى الحلف الأطلسي، حيث تتوفر دول مثل إسبانيا وبريطانيا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا على وحدات منها.
وبدون شك، سيتخذ البنتاغون احتياطات كبرى بعدما أصبحت أهم الطائرات المسيرة لديه عرضة لأنظمة متطورة مضادة للطيران، ومنها الابتعاد ما أمكن عن أجواء اليمن.
وعموما، يوجد غموض حول إسقاط اليمنيين طائرة مسيرة أمريكية سنة 2017 خلال الحرب، ويُعتقد أن الأمر يتعلق بمسيّرة “بريداتور بي”، وهي النسخة السابقة لدرون “إم كيو 9 ريبر”.
وإسقاط الطائرة يوم الأربعاء، سيكون ثاني حادث عسكري في الشرق الأوسط يلقي شكوكا حول قوة الطائرات المسيّرة الأمريكية في مواجهة أنظمة الدفاع الجوي.
وكانت إيران قد أسقطت يوم 19 يونيو 2019 الطائرة المسيرة “آر كيو-4 غلوبال هوك” التي تمتلك منها الولايات المتحدة وحدات معدودة جدا موزعة على كل من البحرية والحربية وسلاح الجو ووكالة الفضاء، ويصل سعر كل طائرة إلى ما يفوق 250 مليون دولار، وهي ثاني أغلى طائرة عسكرية أمريكية بعد القاذفة “ب 2 سبيريت” التي يبلغ سعر الواحدة منها ابتداء من 700 مليون دولار، ولا تبيعها الولايات المتحدة لأي دولة.