“بيير بالماد”، اسم مشهور في فرنسا ولا نعرفه نحن العرب غالباً.. إنه ممثل تضحك فرنسا له ويقدم (اسكتشات) فكاهية ناجحة لكنه في الأسبوع الأخير أبكاها حين دمر أسرة فرنسية، في حادث سير هو المسؤول عنه وتبين أن صاحب هذا الوجه الوسيم الضاحك “بالماد” يتناول المخدرات وبالذات الكوكايين مما تسبب في حادث سير مروع وإيقاع الأذى بأسرة ما زالت في المستشفى تعاني من جراح بعضها سيترك أثراً دائماً. والحكاية التي لم تبق جريدة فرنسية أو مجلة لم تتحدث عنها كما التلفزيونات هي ببساطة: بيير بالماد كان يقود سيارته بعدما ابتلع كمية كبيرة من مخدر الكوكايين وصدم سيارة أخرى على الطرف الآخر من الشارع وسبب الأذى البالغ لسائقها وركابها.
كلهم في المستشفى
ركاب السيارة التي صدمها بيير بالماد أصيبوا إصابات بالغة وكانوا: السائق (38 سنة) وزوجة شقيقه الحامل (26 سنة) والطفل في السادسة في المقعد الخلفي من السيارة.
السيدة كانت حبلى في شهرها السادس وعلى الرغم من حضور هليكوبتر رسمية لنقلها بسرعة إلى المستشفى لم يجد ذلك وأجهضت طفلها.
أما الصبي (الصغير) (6 سنوات) فما زال فاقداً للوعي (كوما)، والسائق أصيب بكسور عديدة من جسده كله وفي رأسه ستخلف آثاراً دائماً حتى بعد الشفاء.
الاعتذار مرفوض
هيلين شقيقة بيير بالماد نقلت للأسرة المنكوبة اعتذار شقيقها بيير بالماد لكن محامي الأسرة نقل رفضها الاعتذار (واسمه مراد باتيخ) كما رغبتها في إيداع بيير بالماد في السجن كأي مجرم عادي ومحاكمته بغض النظر عن شهرته. ورفضت الأسرة المنكوبة في حادث السير ذكر اسمها في وسائل الإعلام كما نقل محاميها. وأصيب بيير بالماد في الحادث لكنه كان أقل إصابة من الذين صدمهم بسيارته وحين غادر المستشفى تمت إحاطة قدمه بإسوارة إلكترونية بدلاً من إيداعه في السجن قبل محاكمته.
وحين نرى صورة السيارة المدمرة التي كان يقودها بالماد والأخرى التي صدمها ندرك عنف الحادث والسرعة الكبيرة التي كان يقود بها بالماد سيارته مما سبب الاصطدام.
أسرار بالماد تتكشف
التحقيق البوليسي أكد أنه كان في سيارة بالماد وقت الاصطدام رجلان هربا بعد ذلك أحدهما فرنسي تاجر مخدرات والآخر مغربي مقيم في فرنسا بصورة غير شرعية.
وبعد تفتيش بيت بالماد تبين أن شياطينه لا تتوقف عند تناول المخدرات، بل وجدوا صوراً جنسية غير لائقة لعلاقات جنسية مع الأولاد الصغار والكبار! في إحدى الفترات تزوج بيير بالماد من المغنية المحترمة إبداعياً فيرونيك سانسون ولم يدم الزواج طويلاً بسببه طبعاً.
أسرة الجرحى في حادث الاصطدام الذي تسبب به تتمنى له عقاباً من العدالة يكون درساً للذين يقودون سياراتهم بعد شرب الكحول أو تناول المخدرات كالكوكايين.. وبغض النظر على شهرته فهو في نظرهم يستحق السجن للأذى الذي سببه.
حكاية كئيبة ومروعة حين نتذكر أن أسرة كانت ضحية لمشهور قاد سيارته بعدما عاقر الكوكايين وبانتظار الحكم عليه. أما وزير الداخلية الفرنسي فقد قرر سحب رخصة قيادة السيارة من كل سائق ثمل أو مخدر بالكوكايين وسواه وهذا جديد في القانون الفرنسي تسبب به حادث بالماد.
في مطار واشنطن
لأنني أكره تسبب الغم للقارئ سأكتب حكاية حدثت لي حين هبطت بنا الطائرة في مطار واشنطن U.S.A. وكنت والمرحوم زوجي قد سافرنا إليها لحضور حفل تخرج ابننا حازم حاملاً درجة الدكتوراه. في المطار سألني رجل الأمن الذي مهنته منع إدخال المخدرات: هل معك ممنوعات؟ وتذكرت أن إدخال الطعام ممنوع (ولم يخطر ببالي المخدرات) ثم إنني كنت أحمل معي علبة (كراكرز) أي بسكوت من نوع خاص لأن زوجي كان مصاباً بالقرحة في المعدة وعليه أكل قطعة منها فور وصولنا إلى الفندق وفتح حقائبنا.
وقلت لرجل الأمن في مطار واشنطن. أجل. معي كراكرز. سألني: كراك؟ (وهو اسم لمخدر كالكوكايين). وأجبته ضاحكة. وكنت أجهل ذلك ولذا سألته: إنها شهية. هل تحب أن تذوق قطعة منها؟ وضحك وقد أدرك أنني لا أعرف أصلاً ما هو “الكراك” وكنت مسترخية وضاحكة وسعيدة بالهبوط أخيراً من الطائرة وقال لي: هيا. اذهبي! ويبدو أنه رجال الأمن يعرفون الذين يحملون المخدرات من سلوكهم وارتجافهم السري كما ذكر لي زوجي، وقال إنني كنت أدعو رجل الأمن بسخاء لأكل “الكراكرز” ولم أكن أتحدث وأنا أرتجف خوفاً من أن أضبط.. وهكذا غادرنا المطار، وكان مفاجأة أخرى تنتظرني.
باب واحد وله أقفال!
نزلنا ليلة حفل تخرج ابننا في فندق قرب الجامعة، وحين عدنا ليلاً إلى الغرفة للنوم ولملمة أشيائنا والعودة إلى باريس فوجئنا بأن لباب غرفتنا في الفندق (قفلين)! أحدهما مفتاحه مع صاحب الفندق لكي لا يغادره أحد قبل أن يسدد الحساب!.. ووجدت ذلك طريفاً، وسددنا ما علينا وحصلنا على القفل الثاني وعدنا إلى باريس دون المزيد من المتاعب شبه الطريفة المفاجئة. ولم أكن أدري أن البعض يهرب من الفندق دون تسديد الحساب.