يعتزم ولى العهد السعودي، “محمد بن سلمان”، زيارة العراق خلال الأيام القليلة المقبلة. وهناك حديث عن احتمالات زيارته لمدينة “النجف”.
والمرة الأخيرة التي زار فيها ولي عهد سعودي العتبات المقدسة؛ كانت في نيسان/أبريل عام 1802، حيث توجه على رأس جيش قوامه 12 ألف جندي للهجوم على “كربلاء”. واليوم، وبعد مرور 216 عاماً، ينطلق الحفيد السعودي إلى المدينة التي عجز جده عن فتحها.
مسار التدخلات السعودية في أدق مصائر العراق..
يبدو أن “بن سلمان” يدشن عملية نفوذه في العراق على مشارف الانتخابات البرلمانية العراقية، المقررة في أيار/مايو المقبل. والحقيقة، كما تراها صحيفة (خراسان) الإيرانية؛ أن هدف الرياض الرئيس هو التدخل في أهم وأكثر الأحداث السياسية العراقية تحديداً للمصير، والتي سوف يتحدد عليها ملامح المستقبل العراقي، من خلال العمل على الخيارات المحسوبة على “آل سعود” وإقصاء الوجوه السياسية الشريفة، لا سيما الشيعية.
في وهذا الصدد سعت المملكة العربية السعودية، قبل عام، إلى إقامة مؤتمر تحت عنوان: “تجمع القوى السنية العراقية” في تركيا؛ وتقديم مساعدات مالية للفصائل السياسية السنية للمشاركة في هذا المؤتمر. مع هذا رفضت الكثير من الشخصيات السياسية السنية قبول المبالغ المالية الكبيرة والمشاركة في المؤتمر.
وفي السياق ذاته كشفت صحيفة (العربي الجديد)؛ عن مساعي سعودية لتسكين خياراتها في الهيكل السياسي العراقي. ونقلت الصحيفة عن سياسي عراقي قوله: “دعت الرياض بعض مشايخ القبائل السنية الموالية؛ حتى تستطيع إجتذاب الجماعات السياسية السنية العراقية الأخرى، واقناعهم بالمشاركة في المؤتمر وإدعاء أن الهدف هو تكوين جبهة سنية عراقية للمشاركة في الانتخابات البرلمانية ونشر الاستقرار في المدن المحررة. وقد رفضت الكثير من الجماعات السنية المشاركة في المؤتمر”.
السعودية تريد الدخول للعراق من الباب السني..
من جهة أخرى؛ كانت صحيفة (خراسان) الإيرانية، قد نقلت، في وقت سابق، عن “رعد الدهلكي”، مساعد تحالف القوى السينة العراقية، قوله: “ندعم أي خطوات إيجابية من جانب المملكة العربية السعودية، وفي رأيي أن الرياض تريد تسكين الفصائل الموالية لها وتشكيل تحالف قوي لأهل السنة بالبرلمان”.
والواقع أن المملكة تسعى، عبر توظيف وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، لكسب مكانة اجتماعية بين العراقيين. الرياض تعمل على جذب العراقيين ومن ثم توصيل الأفكار التي تبثها. من جهة أخرى؛ تضخ السعودية استثمارات هائلة في المناطق العراقية الفقيرة والمدمرة بهدف جذب الناس. يضخ السعوديون المال للفقراء في هذه المناطق من خلال قنواتهم لإستقطابهم وضمان أصواتهم لصالح الخيارات الموالية للسعودية. وتقوم السعودية بعمليات تخريبية في مناطق جنوب العراق، أكثر من باقي المناطق الأخرى.