فيما وضعت الولايات المتحدة الأميركية، شروط التعويض على سلطات الاحتلال الإسرائيلي، لتنفيذ عملية ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن، يرى مراقبون أن سلطات الاحتلال تستخدم سياسة التسلل الناعم للوصول إلى “الأمر الواقع” ثم شرعنته.
فرئيس الديوان الملكي الأسبق، عدنان أبو عودة، يرى أن “الشروط المتعلقة بالتعويض حول قرار الضم، هو أسلوب لشرعنة الضم وهو ما تلجأ إليه إسرائيل بالعادة بعد اغتصابها للأرض أو سرقتها بأن تفرض سياسة الأمر الواقع لغايات شرعنة اجراء الاغتصاب أو السرقة التي مارستها على الشعب الفلسطيني”.
وأضاف أبو عودة، “قرار الضم حاصل”، مشيرا إلى أن “الاستراتيجية الصهيونية هي التسلل الناعم لبناء الأمر الواقع ثم شرعنته”، موضحا في الوقت ذاته، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يجد في فرض شرط التعويض للفلسطينيين الذين ستتم مصادرة أراضيهم، هو تحويل القضية إلى عملية بيع شراء (تجارة)”.
وأشار إلى أن “التعويض هو أحد وسائل الشرعنة التي يسعى لها ترامب أمام المجتمع الدولي ليظهر أن الاحتلال الإسرائيلي اشترى الأرض من الفلسطينيين وهم باعوه، وبالتالي هناك تلاعب بالمفاهيم باستخدام عملية الشرعنة”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أعلن مرارا أنه ينوي ضم 30 % من الضفة الغربية، بدءا من الأول من تموز (يوليو) الحالي، وهو أمر لم يحدث لغاية اللحظة.
من جهته، يرى أستاذ العلوم السياسية، خالد شنيكات، أنه “رغم الأخبار الواردة حول فرض ترامب شروطا جديدة على مسألة الضم، وأن هذا ما يؤخر عملية الضم أو بدئها، فإن التحليل الواقعي لا يذهب بهذا الاتجاه، فترامب الذي يتعرض لتراجع كبير في استطلاعات الرأي العام مقارنة بخصمه بايدن، بحاجة إلى استمرار الدعم الإسرائيلي ودعم اللوبي الإسرائيلي، وكذلك دعم الإنجيليين، والذين كان صوتهم حاسما في الانتخابات الرئاسية الماضية، ويتوقع كذلك أن يكون لهم ذات الدور، وربما بشكل أكبر خاصة بأن اليسار الأميركي المتطرف الذي سماه ترامب بهذا الاسم، يكسب أنصارا لدى الشباب”.
ويضيف، “كذلك فإن الاضطرابات بعد مقتل الشاب الأسود، والتراجع الاقتصادي، والبطالة نتيجة الإغلاقات، وكذلك الانتقادات المتزايدة لكيفية تعامل ترامب مع وباء كورونا كلها تشير إلى أن مسألة إعادة انتخابه ليست سهلة، ولذلك فإنه من المتوقع أن يستمر في دعم نتنياهو واليمين الديني عبر دعم خطة الضم، في محاولة للحصول على أصواتهم وكذلك دعمهم المالي والسياسي والإعلامي وهذه مسألة حاسمة في مسألة إعادة انتخابه في الانتخابات الرئاسية المقبلة”.
وقال شنيكات، “يضاف إلى ذلك بأن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو داعم أساسي، وكوشنر وهو الأب الروحي لصفقة القرن، وكذلك عناصر الإدارة الأميركية الأخرى”.
ووفق شنيكات، فإن “الذي أجل تنفيذ الخطة هي أسباب داخلية إسرائيلية منها وباء كورونا أو المخاوف الأمنية من حدوث انتفاضة ثالثة، وكذلك مخاوف مرتبطة بالوضع الإقليمي، بل إن نتنياهو يتعجل الضم استغلالا لوجود ترامب في السلطة، وخوفا من أن تتراجع إدارة بايدن عن الضم بدعاوى مختلفة في حال فوزها بالانتخابات الرئاسية المقبلة على ترامب”.
ولفت تقرير لهيئة البث الإسرائيلية (كان-11) إلى شرط أميركي جديد وضعته إدارة ترامب، على الحكومة الإسرائيلية مقابل منحها الضوء الأخضر للشروع بتنفيذ مخطط الضم، حيث اشترط البيت الأبيض توافر حالة من الاستقرار السياسي في إسرائيل لدعم الضم.
وزعمت في تقريرها، أن الإدارة الأميركية تطالب إسرائيل بتوفير آلاف الوحدات السكنية للفلسطينيين مقابل الضم، وذلك نقلا عن مصادر في الحكومة الإسرائيلية دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
في غضون ذلك، قدم لوبي (أرض إسرائيل) الاثنين الماضي مشروع قانون يقضي بفرض سيادة الاحتلال الإسرائيلي على مستوطنات الضفة الغربية، بموجب المخطط الذي وضعه مجلس المستوطنات، إضافة إلى منع تحويل البؤر الاستيطانية إلى جيوب معزولة