أجرى (راديو الغد) الأميركي الناطق باللغة الفارسية؛ مقابلة صحافية مع “غويل رايبيرن”، مسؤول الشأن الإيراني داخل مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، حول الأحداث الأخيرة التي تنتفض بها شوارع طهران وغيرها من مدن ومحافظات إيرانية أخرى من تظاهرات وإحجاجات، وإنعكاساتها على الوضع الإقليمي والعالمي..
“راديو الغد”: السيد “غويل رايبيرن”، مدير شؤون العراق وإيران ولبنان وسوريا بمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، حين دعا الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” إلى دعم الشعب الإيراني، عن أي من الدعم كان يتحدث ؟
“غويل رايبيرن”: أول نقطة أن يفهم المتظاهرون أنهم ليسوا وحدهم، فالعالم يدرك إعتراضاتهم وأسباب إستياءهم ويدعم حقهم في التعبير عن مطالبهم. وكذلك دعم حق الشعب الإيراني في حرية إقامة التجمعات للتعبير عن مخاوفهم المشروعة ولفت إنتباه الحكومة إلى هذه المطالب.
“راديو الغد”: كيف سيكون حجم هذا الدعم ؟.. على سبيل المثال، في حال نجحت السلطة الإيرانية في قمع المتظاهرين، فهل تعتزمون فرض عقوبات جديدة على إيران ؟
“غويل رايبيرن”: أجل والكونغرس فوض الحكومة الأميركية فرض عقوبات جديدة ضد الشخصيات والتنظيمات التي تنتهك حقوق الإنسان في إيران. فالعقوبات أداة يمكننا الإستفادة منها حال تدخل الحكومة الإيرانية ضد التظاهرات السلمية.
“راديو الغد”: هل أتخذتم في الوقت الراهن عقوبات بهذا الخصوص ؟
“غويل رايبيرن”: نحن في إطار القانون الحالي نتمتع بهكذا خيار؛ ولسنا في حاجة إلى مراجعة الكونغرس. وعليه سوف نتابع الأحداث الإيرانية عن كثب، وسوف نرصد حالات إنتهاك حقوق الإنسان.
“راديو الغد”: قال السيناتور “ليندسي غراهام”، (العضو البارز بمجلس الشيوخ الأميركي)، إن على “دونالد ترامب” ألا يقتصر في دعم الإيرانيين على رسائل (توتير)؛ وإنما لابد من تقديم استراتيجية عملية. كيف يستطيع الرئيس الأميركي إجابة مثل هذه المطالب بالإضافة إلى ما ذكرتم آنفاً ؟
“غويل رايبيرن”: أول عمل يمكن للرئيس “ترامب” وحكومته القيام به هو خلق حركة في المجتمع الدولي لدعم حقوق الإيرانيين في حرية التجمع والتعبير. وكان قد دعا سائر الدول للإنضمام إلى أميركا ومطالبة الحكومة الإيرانية بالتخلي عن إستعمال العنف ضد الشعب الذي خرج إلى الشوارع للتعبير عن مخاوف مشروعة.
“راديو الغد”: ما هو ردكم على تصريحات آية الله “خامنئي” بشأن تدخل الحكومات الأجنبية في الشأن الإيراني ؟
“غويل رايبيرن”: واضح جداً أن المظاهرات والإعتراضات عفوية تماماً وصادة عن الشعب الإيراني نفسه. لذا فإدعاءات آية الله “خامنئي” محض كذب ورياء؛ يسعى من خلاله إلى تحريف الإستياء الشعبي الصادق ونسبته إلى مؤامرة أجنبية غامضة. ونحن نعلم، وكذلك مرشد الجمهورية الإيرانية يعلم جيداً، أن هذا شعب إيران الذي يعبر بصوته هو عن إستياءه من حكومته ولا علاقة لأي شخص آخر خارج إيران بالمظاهرات. فإذا كان المرشد يتظاهر بأنه لا يسمع صوت شعبه، فسوف يترتب على ذلك صعوبات أكبر.
“راديو الغد”: هل ستؤثر الأحداث الأخيرة على سياسات الولايات المتحدة الأميركية حيال إيران وتحديداً الإتفاق النووي ؟
“غويل رايبيرن”: من المبكر جداً إبداء وجهات النظر في هذا الشأن، ولكن قرارت رئيس الجمهورية دائماً ما تكون جامعة وشاملة. والرئيس وأعضاء الحكومة لا يتابعون فقط الإتفاق النووي؛ وإنما كل ما يتعلق بالوضع الإيراني. وتختلف رؤية الرئيس للإتفاق النووي مع أعضاء حكومته، وهى تشمل كل الصعوبات التي تتسبب فيها الحكومة الإيرانية للولايات المتحدة وأمن المجتمع الدولي، وعليه في تراقب كل الجوانب بدءً من الدعم الإيراني للإرهاب والميليشيات التي تخوض حرباً نيابية بالشرق الأوسط وتهدد جميع الشعوب وتشعل الحروب الداخلية أو تساهم في نشر الحروب، وحتى سوء إستغلال النظام المالي الدولي من نقل الأموال، على سبيل المثال، للإنفاق على الإرهاب. فضلاً عن قطع جميع الطريق على النظام الإيراني والحيلولة دون إمتلاكه إمكانيات تصنيع سلاح نووي.
“راديو الغد”: ماذا تتوقع أنت، سيد “رايبيرن”، من حلفاء أميركا وتحديداً أوروبا فيما يخص موضوع إيران ؟
“غويل رايبيرن”: ما ننتظره من جميع الدول هو إتخاذ موقف واضح جداً بشأن إحترام الحقوق الأولية للشعب الإيراني؛ وألا يقترن رد الحكومة على الشكاوى والإعتراضات بالعنف. ويجب أن يتمتع الشعب الإيراني بالحرية الكاملة في استخدام حقوقه والتعبير عن المخاوف المشروعة. تلك رسالة أساسية للعالم وهى أنه يجب إحترام الحقوق الأساسية للأمة الإيرانية.
“راديو الغد”: بنهاية الأسبوع الماضي، طلب بعض الشباب الإيراني إلى الحكومة الأميركية توفير خدمة “إنترنت” آمنة، هل تستطيع الحكومة الأميركية فعل شيء بهذا الصدد ؟
“غويل رايبيرن”: بالتأكيد.. ونحن ندرس كل الخيارات المتاحة. وأطلب إلى الجميع تجنب أي خطوة قد تهدد حصول الإيرانيين إلى خدمات “الإنترنت”. ويجب أن يحظى الشعب الإيراني بهذه الخدمات، ليست فقط للتعبير عن معتقداتهم، وإنما في حياتهم اليومية، ولذا لا يجوز تطبيق أي قيود على خدمات “الإنترنت”.