النزول عن جبل أحد
علاء عبد دلي اللهيبي
خالف الرماة أمر نبيهم الكريم وتنادوا بينهم ان هلموا لجمع الغنائم ظنا منهم أن المعركة قد انتهت بهزيمة جيش المشركين على اطراف المدينة المنورة ولكن ذلك النزول مثل كارثة وخسارة تاريخية للمسلمين وعلامة فارقة في المواجهة بين الإسلام والشرك فكانت نكسة لم تمحها سوى معركة الخندق ثم فتح مكة العظيم وإنتشار الدين الجديد في الجزيرة العربية والعراق والشام وبعدها الى جميع الدنيا، وبقيت معركة احد تمثل إنكسارا نفسيا لأتباع الدين الحنيف..
لجأ المقاتلون الى جبل أحد وإعتصموا به بعد ان مالت الكفة الى المشركين. والحقيقة إن الرماة لم يكونوا على جبل أحد ولكنهم كانوا على مرتفع قريب من جبل أحد وقريب من مقبرة شهداء المعركة على سفح ذلك الجبل العظيم.
في بغداد يوجد مايسميه المواطنون المطعم التركي وكان قبل العام 2003 مكانا لمؤسسة حكومية هي هيئة الشباب والرياضة وقد قصفه الأمريكيون عام 2003 وبقي مهملا حتى اليوم وقد جرت محاولات لأستثماره ولكنها فشلت بسبب التأخر في حسم قضية التلوث الذي قيل إن المبنى تعرض له إثر إستخدام مواد إشعاعية في القصف.
هذا المطعم يقابل نصب الحرية الشهير الذي أبدعه جواد سليم وقد كان قبلة للمتظاهرين الذين خرجوا خلال سنوات عديدة بعد العام 2003 وإتخذه مئات المتظاهرين مكانا للإعتصام والتجمع وسموه جبل أحد تيمنا بالجبل الشهير الذي شهد معركة تاريخية كبيرة وقيل ايضا: إن الذين في المطعم التركي لن ينزلوا كما نزل الرماة عن جبل أحد حتى ينتصرون ويحققون غاياتهم النبيلة.