بقلم: د. أنس عضيبات
إن للمنهج المدرسي دورًا مهمًا وبارزًا في حياة الإنسان. إنها أدوات فعالة تستخدمها المجتمعات لبناء وتشكيل هويات الأفراد المنتمين إليها وفقًا لفلسفاتهم وثقافاتهم ومعتقداتهم. ومن المعروف أن المناهج الدراسية تعكس تطلعات هذه المجتمعات وآمالها للأجيال القادمة. الأحداث والأزمات التي يمرون بها ، أدركت بعض هذه البلدان هذه الحقيقة وأدخلت تعديلات واسعة وشاملة وأدخلت تغييرات جذرية على مناهجها، مما أدى إلى حدوث هذه البلدان على كل المستويات وفي جميع مجالات الحياة. التقدم المذهل في جميع أشكال العلم والمعرفة. المربون والباحثون في مجال التعليم حول جدية وأهمية المناهج المدرسية، فهم يلعبون دورًا في إعداد أجيال من المتعلمين وإكسابهم المهارات والعلوم التي تساهم في تنمية شخصياتهم. التنمية الشاملة والتقدم الاجتماعي .
فالمنهج المدرسي ما هو إلا وليد المجتمع بل إنه يعكس ثقافة المجتمع بكل عناصرها( المعتقدات الدينية، العادات، التقاليد، أنماط التفكير والسلوك، أساليب التربية).
إن عالم المناهج الدراسية عالم واسع وكبير ويشمل العديد من الفئات والطبقات من المتعلمين وهناك نوع مهم من أنواع المنهاج الدراسة والذي له أثر كبير في تكوين فكر وثقافة طلابنا ألا وهو المنهاج الخفي، حيث يرتبط المنهاج الخفي أو المستتر بالجوانب غير الظاهرة للمنهج المدرسي، ويرى بعض المربين أن المنهج الخفي أكثر فاعلية وأقوى تأثيراً في التلاميذ من المنهج الرسمي أو المعلن، ويتمثل ذلك في إكساب التلاميذ المهارات الإجتماعية والإتجاهات والقيم وعلى ذلك فإنهم يعتبرون المنهاج الخفي بمثابة حجر الزاوية في تعلم التلاميذ وكل ما يتعلق خاصة بالقيم والإتجاهات وتلعب الممارسة والمعايشة في هذا المنهج دوراً هاما في إكساب التلاميذ القيم والإتجاهات والمهارات الإجتماعية وهذا يعني بدوره أن أثر المنهج الخفي يظهر على التلاميذ في عاداتهم وأفكارهم وسلوكياتهم بعد مرور الوقت.
للمنهج الخفي آثاراً على الطالب خاصة في المراحل التعليمية الأولى فالمنهج الرسمي مهما بلغ من الثراء والملائمة فإنه لا يؤثر في حياة الطفل كما في المنهاج الخفي. ومن أبرز مخاطر المنهج الخفي أنه يعمم مواقف وقيم لطبقة المتوسطة ولا يأخذ بعين الإعتبار فئة الطلبة المحرومين الذين لا يستطيعون منافسة زملاءهم في الحصول على أدوات معينة.
وبالتالي إن هناك عاتق مسؤولية كبيرة يقع على عاتق المعلم والأسرة والمنظومة التعليمية بشكل عام في مراقبة ومتابعة مايتعرض له طلابنا من أفكار ومعلومات قد تؤثر بشكل مباشر على طريقة تفكيرهم ومعتقداتهم وربما تؤثر على علاقاتهم الإجتماعية فنحن في عصر الإنفتاح المعرفي والتكنولوجي وبالتالي فإن طلابنا معرضين للمنهاج الخفي بشكل أكبر وذلك لسهولة الوصول والتواصل وبالأخص من خلال شبكات التواصل الإجتماعي التي تلعب دوراً كبيراً في التأثير على عقول طلابنا وربما في بعض الأحيان تؤثر على تكوين شخصياتهم
نحن نعلم كتربويين أن مسؤولية الحفاظ على طلابنا الأعزاء أصبح أمر صعب وذلك لتدخل أكثر من جهة وعنصر في عملية تربية وتعليم طلابنا ولكن يوجب علينا في النهاية أن يكون هناك تكاتف للجهود من قبل المنظومة التربوية سواء على نطاق واسع أو ضيق من أجل العمل على حماية طلابنا من أي عملية استغلال أو عملية إضطهاد ربما تؤثر مستقبلاً في تكوين شخصية فطلابنا هم كنز المستقبل يجب الحفاظ عليه والإعتناء بهم، ونسأل الله العظيم أن يحفظ أبناءنا الطلبة من كل أذى ومكروه.