بعد تصاعد الخلاف حول تأجيل او عدم تأجيل الانتخابات المقرر ان تقام بالشهر الخامس 2018.. طرحت عدة مقترحات اخيرا.. وخاصة لمطالبة قوائم سنية عربية بتأجيلها بسبب النزوح المليوني واسباب اخرى .. ومن هذه المقترحات ما صدر من (نوري المالكي).. باستثناء المحافظات التي تطرح تأجيل الانتخابات والمقصود بها (المحافظات السنية).. والمحصلة تحصر الانتخابات البرلمانية بوسط وجنوب (الشيعي العربي).. وطبعا (بما ان الكورد يتمتعون باقليم كوردستان).. فهم مؤمنين انفسهم داخليا.. ليتبين بان (ازمة العراق هي المكونات التي لا تتمتع باقاليم)..
فهل ادرك نوري المالكي اليوم اهمية (اقليم وسط وجنوب) من الفاو لسامراء مع بادية كربلاء النخيب وديالى.. وهو من وقف لسنوات عقبة امام اقامة هذا الاقليم.. بل (طرح نفسه للمحيط الاقليمي كضامن لعرقلة الاقاليم).. هل ادرك الحقائق التالية:
1. هل ادرك (بان لا قيمة للمكون الشيعي بمنطقة العراق.. باكثرية برلمانية محسوبة شيعيا.. يكون فيها للمكونات الاخرى حق الفيتو بصورة غير رسمية.. تحت عناوين المشاركة والمصالحة والتوافقات والمحاصصة والمقبوليات واليوم اكذوبة الاغلبية السياسية التي تخفي طموح زعامات بالهيمنة مجددا على الحكم وحصرها بنفسها وبمن يلبي طموحها لتتستر بالعملية السياسية كحصانة لها من اي متابعات قانونية لها لتورطها بالفساد والفشل والتواطئ).. فهل ادرك (بان الديمقراطية ليس ضمانة لحاضر ومستقبل المكون الشيعي بالعراق).. حالها حال (الدكتاتورية)..
2. هل ادرك (بان الاقاليم الثلاث.. هي من تضمن السياقات الدستورية لاي اقليم، بغض النظر عن الوضع بالاقاليم الاخرى).. وكذلك تنهي الاقاليم اطماع كل مكون بحكم المكونات الاخرى.. فمشكلة العراق ان كل مكونات يريد ان يمد رجليه ابعد من غطاه على حساب الاخرين مستغلا المركزية السيئة الصيت.
3. هل ادرك (بان الاكثرية والاقلية، ليست ضمانة لاي مكون واستقراره وامنه).. (فالاكثرية الشيعية بمنطقة العراق، عاشت الوضع المزري وما زالت من سوء خدمات ووضع امني مزري وفساد مهول، واهمال متعمد بقطاعاتها الصناعية والزراعية والخدمية، ومخاطر زحف سني مسلح داعشي، وارهاب تفخيخي مستمر، رغم ما يطرح من اكثرية للشيعة بالبرلمان) ولكن لا قيمة لها..
4. هل ادرك بان محاولات الهيمنة على السلطة ببغداد، لم تقي السنة العرب من سقوط حكمهم عام 2003، ومن وقوعهم بالضياع.. ولم تقي الاكثرية الشيعية من الوقوع بوحل الفساد وسوء الخدمات ووضع امني مزري.. وصراعات سياسية وحزبية مزقت الاكثرية الشيعية واضعفتهم امام المكونات الاخرى.. كل ذلك (لفقدان الشيعة العرب لاقليم يوحدهم بمنطقة اكثريتهم)..
5. هل ادرك بان الانتخابات بظل عدم وجود الاقاليم الثلاث.. تعني الجحيم.. وفال سيء.. (فالانتخابات الاولى بعد عام 2003 ابرزت لنا بقوة القاعدة.. وبعد الانتخابات الثانية حصلت كارثة تفجير مراقد الائمة بسامراء.. والانتخابات الثالثة برزت لنا كارثة المليشيات .. والانتخابات الاخيرة ابرزت لنا داعش.. فماذا تريدون ان تبرزون لنا بعد الانتخابات القادمة؟؟ بمعنى (الانتخابات كانت عامل في تحطيم التعايش السلمي الهش بين المكونات).. بظل المركزية المقيتة.. (فعلت العلل اثبتت ليست الطاغية صدام فسقط صدام جاء الزرقاوي والمصري.. ضعفت القاعدة جائت داعش.. سقط البعث المجرم جاء الارهاب والمليشيات).. وهكذا.. اذن (علة العلل اين)؟؟ الجواب بالمركزية المقيتة.. وحقيقة بان العراق مشروع لدولة فاشلة لم تتحقق منذ عام 1920 لحد يومنا هذا.. وقريبا سيدرك الناس حقيقة (بان العالم اكثر امنا بلا عراق كدولة مسخ)..
6. هل درك بان الاكثرية الروسية بالاتحاد السوفيتي قبل تفكيكه.. حكمت الدولة السوفيتية من الفدرالية الروسية .. كنظرة بعيدة المدى.. فحمت نفسها من المخاطر لتمتعها باقالم فدرالي وبعد تفكك السوفيت ضمن هذا الاقليم الروسي الحماية للروس من الانتقام من المكونات الاخرى.. وبروزه كدولة قوية بالعالم.. بالمقابل (السنة العرب.. منذ عام 1921 اصروا على المركزية.. وكانت الكوارث.. وبعد سقوط حكم السنة عام 2003 تشرذموا وكان مصيرهم مدن مهدمة وضياع ونزوح مليوني.. )..
7. هل ادرك نوري المالكي.. بان الاقاليم الفدرالية الثلاث تخفف حتى الصراعات الداخلية بين القوى السياسية للمكون الواحد.. هل ادرك بان مجالس المحافظات عبئ على الناس .. وليس عون لهم.. بل الاخطر هي قنوات خطرة للفساد المالي والاداري، هل ادرك بان المركزية ليس ضمانة لردع المحيط الاقليمي الخارجي من التدخل بشؤون منطقة العراق..
8. هل ادرك بان (الدستور هو لغم بحد ذاته).. لانه كتب بمرحلة جعل الناس تحت ضغط التهديد بالارهاب والزرقاوي، فمرر (تحت خديعة التصويت للدستور تحدي للزرقاوي) وهذا بحد ذاته يعني (ان الناس لم تقرأ الدستور ولم تطلع على فقراته ولم تصوت عليه بالتالي عن قناعة او عدم قناعة).. وهكذا بالنسبة للانتخابات ايضا كلها تهدد التهديد والابتزاز.. (حتى وصل لشعار انتخبوا الفاسدين لتدرءون عن انفسكم الارهابيين).. والحقيقة (الفاسد هو الممول الاكبر للارهاب بصورة مباشرة وغير مباشرة).. (فديمومة الارهاب هو بالفساد).. لذلك بكل انتخابات الوضع من اسوء لاسوء..
9. هل ادرك بان الوعي بين الجماهير يعني مقاطعة الانتخابات كخيار اخير لها.. للتكفير عن ذنبها وخطيئتها بانتخاب هذه الكتل السياسية الفاسدة بالانتخابات الماضية، فمقاطعة الانتخابات تعني اليوم سحب البساط من الفاسدين وافقادهم شرعيتهم (التي كسبوها بالانتخاب).. واكثرهم جاء بتزكية من قوائمهم الانتخابية وليس لحصولهم على النصاب الانتخابي.. (فاذن مقاطعة الانتخابات) هي اكبر ضربة للفساد.. والفاسدين ولوبياتهم ومافياتهم..
10. هل ادرك بان الشيعة وصل بهم الحال لا يبالون باي تحذيرات من مخاطر مقاطعة الانتخابات.. لانها اولا.. تأتي من سياسيين ومسؤولين (فاشلين وفاسدين).. جربهم الناس لسنوات.. ولم يحققون للناس شيء.. غير الياس والاحباط.. ثانيا: لان التحذيرات حالها من يحذر (الغرقان من البلل).. فمثلا هل يحذرون من (بروز تنظيم ارهابي او عودة حزب البعث والسنة).. فكل هذه التهديدات والمخاطر تزداد بعد كل انتخاب.. ويصبح خطرها اكثر.. اذن الانتخابات ليست ضمانة لاضعاف هؤلاء او ردعهم بل تزيد طموحهم بالعودة للحكم كسنة وبعثية.. هل مثلا يحذرون بان المقاطعة قد تؤدي لبروز تنظيم (كداعش)؟؟ ليطرح سؤال (اليست داعش نتيجة للانتخابات).. واليس المليشيات برزت بظل حكومات وبرلمان منتخب.. واليس مافيات الجريمة المنظمة والفاسد والتهريب والتجارة بالبشر وغيرها من الكوارث كلها بظل الانتخابات وحكومات منتخبة؟؟ اذن الانتخابات ليست ضمانة لاي شيء فيه مصلحة للناس.
11. هل ادرك المالكي بان الشارع الشيعي العربي رغم انه يدرك بان (السنة ضمن اسبابهم لمقاطعة الانتخابات) هي (انهاء الهيمنة المحسوبة شيعيا سياسيا).. واضعاف (نفوذ ايران بالمحصلة).. فادرك الشيعة بان (الهيمنة المحسوبة شيعيا بالبرلمان والحكومة في حقيقتها هي هيمنة ايرانية فعلا وتجهر القوى السياسية والمليشيات بذلك).. ويفخرون بولاءهم لايران وخامنئي زعيم ايران.. وان هذه الهيمنة الايرانية المحسوبة شيعيا لا تقل خطرا من الهيمنة السنية قبل عام 2003 ومن الارهاب.. (ففي ظلها ما زال شباب الشيعة يستنزفون بالمعارك والحروب والارهاب وارتفاع نسبة الجريمة).. وكذلك (فقدان الخدمات ووضع امني مزري وفساد مهول).. (و9 ملايين ارملية ويتيم ويتيمة وبطالة مليونية وانهيار لقطاعات الصناعة والزراعة والخدمات والكهرباء)…. بالمقابل نجد ان ايران (تزداد قوة بالعراق على حساب ضعف شيعة العراق)..
12. هل ادرك بان المركزية سواء بظل نظام رئاسي مركزي كما في زمن (العارفي، والبكر وصدام).. او في ظل (النظام البرلماني المحسوب ديمقراطي انتخابي).. لم يكن ضمانة لدرء مخاطر الصراعات والحروب الاهلية .. ذات النزعة القومية والمذهبية. كما حصل من اجتياح كركوك و الصراع مع البشمركة الكوردية، والصراع بالمثلث السني التي تمخض عنها تدمير مدن بكاملها.. كل ذلك (لعدم تحقيق العدالة .. بتطبيق الفدراليات الثلاث للمكونات)..
13. هل ادرك مخاطر ان القوى السياسية فضلت (ان تتحاصص فيما بينها على حساب مكوناتها.. واخرى تسعى لاغلبية سياسية كبدعة جديده) كل اهدافهم هو حرمان المكونات من حقها بالاقاليم.. (لتصعد قوى سياسية ليست حتى طائفية، بل سراق الطائفة وقتلة الطائفة وخونة الطائفة).. (فالطائفي السياسي هو من يجلب النار لكرصته. .ويعمر ارضه) وهذا ما يفقده الشارع الشيعي العربي بمنطقة العراق.. مع الاسف..
14. هل ادرك بان الخديعة التي وقع فيها المكون الاكبر.. ونقصد (المكون الشيعي العربي) تحديدا الذي تم اجتثاث حتى تعريفه تحت معرفات (كورد، وسنة عرب، وشيعة).. في وقت الشيعة العرب اكثر من 20 مليون نسمة منهم عرب.. يتم اجتثاثهم وليس حتى تهميشهم.. فلا احد يتكلم عنهم .. في وقت الجميع يدرك بان وسط وجنوب هو شيعي عربي.. وهم جذور الحضارة السومرية.. يتم حرمانه من ابسط حقوقه.. ويسخر دماءهم وثرواتهم لاجندات اقليمية وداخلية ليس للشيعة العرب فيها ناقة ولا جمل.. يهدد كل ذلك بان يكون مصيرهم حال (الشيعة التركمان والمسيحيين واليزيديين والشبك الشيعة).. من الاجتثاث الكلي ديمغرافيا وجغرافيا.. اذا لم يتم المسارعة لتشكيل اقليم وسط وجنوب لهم.. (فلمتى يراد فرض وحدة العراق القسرية.. مع كورد يريدون الاستقلال، وسنة عرب جعلوا مثلثهم مقبرة للشيعة).. فازمة منطقة العراق (ليس انه بلد موحد يراد تقسيمه، بل مقسم يراد توحيده قسرا).. وهنا علة العلل..
ونذكر هنا بالتاريخ الاسود للمالكي بما جرى قبل سنوات.. وتحديدا قبل ما يسمى (القمة العربية) ببغداد ..
حيث صرح المالكي تصريحات اراد منها ارسال رسالة (للمحيط العربي السني الاقليمي) بانه الضامن (لعدم بروز اقليم للشيعة العرب).. وانه (يحمي المحيط الاقليمي من تفشي ظاهرة الاقاليم الفدرالية، واعتبرها خطرا على المنطقة.. لا تقل عن خطر دومينو ما يسمى الربيع العربي).. وهي نفس الرسالة التي قدمها المالكي نفسه لايران.. بانه الضمانة (بعرقلة اي جهود لاقليم وسط وجنوب، مجاور للاحواز العربية الشيعية التي تنزع للاستقلال عن ايران، وكذلك الضامن بعرقلة قيام اقليم سني عربي بالغربية يكون حجر عثرة امام طموحات ايران بالمنطقة بتأمين ممر بري لها من طهران للمتوسط).
وهنا نبين بان الانتخابات بالعراق مجرد تدوير للنفايات السياسية (الفاسدة والفاشلة) وكتل سياسية خيانية تعلن وتجهر بولاءها لاجندات اقليمية، ولا يهمها غير مصالحها المالية ومافياتها وتمرير اجندات خارجية.. وتشريع للفاسدين والمفسدين.. وكل ذلك لا يعطي بيئة ناضجة لبروز نخب سياسية وطروحات فكرية حقيقية تنهض بالواقع المزري لحياة الناس..
وكذلك الانتخابات هي مجرد تشريع هيمنة عوائل متوارثة ترسخ هيمنتها المرعبة على ميزانية الدولة بكاملها وعلى السلطة.. وتفرخ عوائل منحلة جديدة بشكل مخيف لتصبح ايضا من المقدسات والرموز .. بدل ان تصبح الانتخابات عامل بنضوج المجتمعات اصبحت عامل في ترديهم ومنحنى للانحطاط الفكري والثقافي والاجتماعي وفقدان الشخصية.. وانهيار القدوة الحسنة .. مما يستوجب مقاطعة الانتخابات بل والغاءها.
من كل ذلك يكون البديل.. الوصاية الدولية .. لمدة من خمسة الى خمسة عشر سنة..
تأخذ على عاتقها (نهوض القطاعات الصناعية والزراعية والخدمية والكهرباء والمجاري وغيرها) لتوفير فرص عمل لملايين العاطلين، واشعار المجتمع بانه يستحق ابسط الحقوق وهي الخدمات، اضافة لمحكمة دولية لمحاكمة اركان النظام الفاسد والفاسدين عموما بالعراق، مع مؤسسات دولية متخصصة لاعادة الاموال لتخصيصها لاعادة الاعمار.. واقامة ثلاث قواعد عسكرية اممية ‘امريكية’ من اجل مواجهة التغول السني وما يبرز من تنظيمات ارهابية تميع الحدود وكذلك مواجهة التغول الكوردي باندفاعه لخارج الحدود ايضا، والتغول الايراني بوسط وجنوب..
وكذلك اصدار قوانين استراتيجية منها قانون للانتخابات ومعرفة تمويل الاحزاب وحضر الاحزاب الشمولية الاديولوجية والاجنبية الولاء، وحصر عقود البناء والاعمار بالشركات العالمية المعتمدة من الدول المتقدمة فقط، كون الفساد بالسنوات الماضية احد اسبابه الرئيسة هو التعاقد مع شركات من دول العالم الثالث المتخلفة التي تمرر عبرها الفساد وخاصة الشركات السيئة الصيت الايرانية والمصرية والتركية والسورية وكذلك الصينية..
وكذلك تعمل الوصاية الدولية على بناء البنى التحتية للمكونات.. والمقصود بها تاسيس الاقاليم الثلاث الفدرالية.. ليحكم كل مكون نفسه بنفسه بعيدا عن مخاوفه من المكونات الاخرى.. وحل الخلافات الجغرافية والديمغرافية بين المكونات..