المأساة الانسانية في العراق تتلخص ..بتغوّل فساد أغلب رجال الحكم والسياسة والدين .. فضاعت الثروة وحقوق الانسان والحياة ودفنت وقبرت قيم السماء والأرض !
فساد الحكم، أنتج طاعوناً من استبدادٍ وقهرٍ وتعسّفٍ وصراعات ونزاعاتٍ وثورات “غامضةٍ “وحروبٍ وحصار لا تعرف اسبابها الحقيقية ممّا جعل جميع الناس حطباً لعربدة القوّة والحكم والفساد!
ماكنة الحكم الغاشمةِ ، طحنت الناس والثروات الهائلة من موارد مادية وبشرية ومنجزات علمٍ ومعرفةٍ وتطوّر !
الماكنة العمياء، طحنت “النخب” لتلقي بهم في أتون أوهام تخليد مجد الذات بدلاً من جعلها ثروة فكرية مبدعة مستدامة توظّف لخير وحاجات الناس والوطن !
ماكنة الحكم والتسلّط ، ترى أن جميع الناس مشاريع للاستشهاد أو للسخرة والاستغلال.. ثروة هائلة ذهبت لبناء صروح هيبة مجد وكرامة كاذبةٍ !
أجبر الناس الطيبين على ابتلاع جوعهم وجهلهم وفقرهم وآلامهم وأحلامهم وعقولهم من أجل العيش في ” أسواق الدولة والحكومة والمجتمع ” !
قبل الاستقلال خضع العراق لغزو واحتلال وتبعية خارجيّةٍ ! وبعد مائة عام من ذلك ، سادَ علينا غزو واحتلال وتبعية العن وأخزى من سابقتها !
يحوم البؤس علينا لأنّنا (( قومٌ بورا )) … نتغزّل بتأريخ أمجاد عمالقة لايعرفون الكذب والأوهام في الدين الحق فصنعوا أقدارهم .. نحن قوم بورا ، لأننا نرتضي تسيّد الجاهل والفاسد والمحتال لقيادة الدين والدولة… نحن قوم بورا، لأننا نشرعن للظالمين ظلمهم وللفاسدين فجور مفاسدهم ! نحن قوم بورا ، لأننا لا نزال نعبد ونقدّس القبور والكهنة ونقيم مهرجانات من الطقوس !
نحن قومٌ بورا .. نحارب الطواغيت بالأدعية ونؤمن بمخلوقات ملفّقة لا تبصر الشمس وتريد للناس العيش في مسارات بؤسٍ وحزن وعبودية دائمة !!!!
نحن قوم بورا….!؟
تبّاً لقوم قتلوا الله في عقولهم وقلوبهم وأعمالهم !!!
” إنّهم إتّخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنّهم مهتدون ” / الأعراف ٣٠
” وما تغني الآيات والنذرُ عن قومٍ لا يؤمنون ” / يونس ١٠١
” ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون ” / هود ٢٠
” وتركنا بعضهم يموج في بعضٍ” / الكهف
(( حتّى اذا استيأس الرسلُ وظنّوا أنّهم قد كُذبوا.. جاءهم نصرنا فَنُجِّىَ من نشاء ولا يُردُّ بأسنا عن القوم المجرمين )) / يوسف ١١٠
بقلم: كمال القيسي