بقلم: إياد العناز
الكتابة تعبير حي عن وجدان ومشاعر الكاتب وصورة واضحة للمعاني التي يحملها في نفسه والقيم والمبادئ التي يحتضنها،. فهي المعبر الحقيقي عن حبه لوطنه والانتماء إليه والواحة الغناء والعطر الأنيق لحروفه والاحتواء الوجداني لما يضمه شغاف قلبه.
نحاكي في كتاباتنا جرح شعبنا ومكابدة أهلنا، نستذكر الآن ما مر به عراقنا الغالي وشعبنا الطيب مع ما يكابده شعبنا الفلسطيني المحتسب في محنته ومعاناته ومواجهته للمخططات التي تستهدف تأريخه وتصفية قضيته التي هي قضية أمتنا العربية والإسلامية.
الحروف والكلمات الصادقة هي التي تشفي النفوس وتداوي الجروح، هي أوراق الحب والعشق التي تُسطر عليها أجمل معاني الوفاء والإخلاص، هي أكفنا التي نعبر بها عن إيماننا ونرفع بها الدعاء لأهلنا وأحبتنا في عراقنا الغالي وفلسطين الحبيبة.
تتسع قلوبنا الدافئة لتبحر في شواطئ المحبة حتى تصل لمرافئ الأمان، وفيها نجعل من حروف وفائنا دواءً لجروح أهلنا، وانتماءً لدماء أطفالنا الأعزاء ونسائنا الكريمات التي ارتوت بهم الأرض وهم يواجهون الظلم والتعسف والطغيان والقتل الممنهج عبر طائرات المحتل الغاصب، حتى ليشعر المرء أن الأحساس قد مات في القلوب وغاب الضمير وجفت الدماء في العروق، ولكن ستظل أرواح الشهداء تصرخ و دماؤهم تثور.
علينا أن ندون هذه المآسي والأوجاع لتكون شاهد عيان لانعدام الإنسانية وموت للضمير والتعامل بازدواجية الحال.
عندما نستشعر أن الضمير العالمي قد تحجر قلبه أمام أطفال تموت و أشلاء بشرية تتبعثر في الساحات والأماكن العامة والمستشفيات والمباني السكنية، علينا أن نؤمن أن اللّه عزوجل هو الناصر والمعين وهو الحق والعدل وهو من لا ينسى الحقوق.
نتألم ونحزن ثم ندرك أن قضاء الله تعالى كان أرحم من كل التوقعات.