بعد معارك طاحنة بين القوات الامريكية والثوار الفيتناميين والتي على اثرها تكبدت القوات العسكرية الامريكية في حرب فيتنام في مطلع الخمسينيات ، قررت الولايات المتحدة الأمريكية التفاوض مع الثوار الفيتناميين فأرسلت لهم أن يرسلوا وفدا يمثلهم في باريس للتباحث حول وقف الحرب بعد أن أوغل ثوار فيتنام بالجنود الأمريكان ..
وفعلا أرسل الثوار وفدا مكون من أربع ثوار ( امراتان ورجلين ) ، كانت المخابرات الأمريكية قد جهزت لهذا الوفد إقامة بأرقى فنادق باريس وجهزت لهم كل أسباب الراحة والمتعة وكل مالذ وطاب وعندما وصل الوفد الفيتنامي إلى مدينة باريس ونزل في المطار كانت هناك سيارات تنتظر الوفد لتقله إلى مكان إقامته ولكن الوفد رفض ركوب السيارات وطلب مغادرة المطار بطريقته وأنه سيحضر الإجتماع في الوقت المحدد واستغرب الوفد الأمريكي ذلك وسأل رئيس الوفد وأين ستقيمون؟؟؟….
فأجاب :-
سنقيم عند طالب فيتنامي في أحد ضواحي باريس فتعجب الأمريكي وقال له قد جهزنا لكم إقامة مريحة في فندق فخم فأجاب الفيتنامي نحن كنا نقاتلكم ونقيم في الجبال وننام على الصخور ونأكل الحشائش فلو تغيرت علينا طبيعتنا نخاف أن تتغير معها ضمائرنا فدعونا وشأننا ..
وفعلا ذهب الوفد وأقام في منزل الطالب الفيتنامي ليقوم بعدها بمباحثات أدت لجلاء المحتل الأمريكي عن كل فيتنام….
من يبيع ضميره فإنه سيبيع وطنه..
والانسان يستطيع ان يعيش بصمامات يركبها الاطباء في قلبه ويمكن ان يعيش بنصف رئة ، لكنه لا يستطيع ان يعيش بنصف ضمير ….
هكذا هم القادة الوطنيون لبلادهم … وليس كما يحصل في العراق اليوم ، حيث يتهافت ساسة العراق الجدد الى تقديم الولاء والطاعة للمحتل .
بهكذا اعمال ترتقي الامم …