ارتفع عدد القتلى جراء الهجوم الذي تشنه تركيا وقوات موالية لها على المنطقة الحدودية شمال شرقي سوريا التي تخضع لسيطرة الأكراد.
وسقط عشرات المقاتلين من كل من وحدات حماية الشعب الكردية، ومسلحين مدعومين من تركيا.
وتمكنت القوات التركية، أمس الخميس، من تطويق مدينتي رأس العين وتل أبيض.
وأكد الهلال الأحمر الكردي مقتل أحد عشر مدنيا بينهم أطفال حتى الآن وإصابة 28 بجروح خطيرة، معظمهم في منطقتي رأس العين وقامشلي الحدوديتين.
وأكد الجيش التركي مقتل أول جندي تركي منذ بدء العملية التي تطلق عليها تركيا اسم “نبع السلام”.
وأفادت أنباء بمقتل خمسة أشخاص على الأقل، بينهم طفل سوري، جراء قصف كردي على مناطق حدودية تركية.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط 29 قتيلا على الأقل بين قوات سوريا الديمقراطية التابعة لوحدات حماية الشعب الكردية، و17 من المسلحين السوريين الموالين لتركيا في الجيش السوري الحر، فضلا عن سقوط أكثر من عشر قرى في قبضة الأتراك.
قلق دولي من العملية التركية
كما فر عشرات الآلاف من منازلهم الواقعة داخل المنطقة الحدودية، وسط تزايد دعوات من منظمات دولية لوقف الهجوم التركي.
وناقش مجلس الأمن الدولي التابع الأمم المتحدة الأوضاع، أمس الخميس، بناء على طلب تقدمت به دول الاتحاد الأوروبي الخمس الأعضاء في المجلس في الوقت الراهن -المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وبولندا- والتي تطالب تركيا بوقف هجومها العسكري.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “قلقه العميق” إزاء تصاعد حدة العنف.
وفي اجتماع اليوم الجمعة مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ إنه “قلق للغاية” إزاء ما يجري.
ودعا ستولتنبرغ تركيا، عضو الناتو، إلى “التحلي بضبط النفس”.
ويدافع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بقوة عن العملية العسكرية في الأراضي السورية، وقد هدد بفتح الطريق أمام نحو 3.6 مليون لاجئ سوري إلى أوروبا إذا ما وُصف الهجوم التركي بأنه “احتلال”.
وتقول تركيا إن خطتها تهدف لخلق “منطقة آمنة” خالية من المسلحين الأكراد يمكن أن يقيم فيها اللاجئون السوريون، لكن من ينتقدون العملية يقولون إنها قد تؤدي إلى “تطهير عرقي” للأكراد شمالي سوريا وجذب مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية إلى المنطقة.
كما أعلن نواب جمهوريون في مجلس النواب الأمريكي عن خطط لتقديم مشروع قانون لفرض عقوبات على تركيا، وعرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوسط.
وبدأت القوات التركية التحرك يوم الأربعاء بعد أن سحب ترامب القوات الأمريكية إلى خارج المنطقة.
وتعتبر أنقرة الميليشيات الكردية في قوات سوريا الديمقراطية – المسيطرة على المناطق الحدودية- قوات “إرهابية” وتتهمها بدعم أعمال مسلحة ضد تركيا.
وتعتبر قوات سوريا الديمقراطية أحد الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.
لكن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قواته من المنطقة التي شنت تركيا هجومها عليها، أطلق اتهامات قوات سوريا الديمقراطية لواشنطن بأنها سددت لها “طعنة في الظهر”.
وتقول قوات سوريا الديمقراطية إن لديها أكثر من اثني عشر ألفا من عناصر تنظيم الدولة في سبعة سجون، بينهم أربعة آلاف على الأقل يحملون جنسيات أجنبية. وقد تم الكشف عن المواقع المحددة لتلك السجون، وتشير تقارير إلى أن بعضها قريب من الحدود التركية.
ويقع مخيما الروج وعين عيسى، واللذان يضمان عائلات يعتقد أنها لعناصر من تنظيم الدولة، داخل “المنطقة الآمنة”.
ولم يتضح بعد ما إذا كان الأكراد سيستمرون في حراسة هذه السجون.
BBC SOURCE