قال رئيس الوزراء العراقي ان الفساد “موجود بيننا” محذرا من ان عدم القضاء عليه سيعيد داعش الى بلاده .
ودعا رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي الى الحفاظ على النصر ودعم الاستقرار الأمني والاستفادة من الدرس القاسي باحتلال داعش للمدن .. وقال في كلمة خلال احتفالية كبرى اقيمت في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) الاحد بمناسبة اعلان النصر العسكري على داعش في العاشر من الشهر الماضي “ان العراقيين بصبرهم وعطائهم ووحدتهم قد حققوا الانتصار على الارهاب”.
واضاف ” يجب ان لا ننسى الفاجعة الكبيرة باحتلال داعش لمدننا حيث خسرنا المدن واُلحقَ الدمار بها ونتج عن ذلك أعداد كبيرة من النازحين وبعدها قدّمنا التضحيات من ابطال العراق الذين هبوا للدفاع عن بلدهم” كما نقل عنه مكبه الاعلامي في بيان صحافي.
وشدد العبادي على “ان فترة الخصام والعناد لن تعود ولن يتم اعادتنا للمربع الاول من خلال النزاعات والفساد”.. منوها الى ان “العالم تفاجأ بالانتصار العراقي المتحقق على الارهاب واعتبره اعجازاً وهذا هو الانتصار الاول اما الانتصار الثاني فكان بانتصارنا على محاولات التقسيم واثبتنا اننا وطن واحد ونفتخر بتنوعنا” في اشارة الى اسقاط استفتاء الانفصال الذي نظمته سلطات اقليم كردستان الشمالي في 25 ايلول سبتمبر الماضي.
واشار العبادي الى ان “هناك من حاول ان يفرّق بين قواتنا البطلة ولكنه فشل”.. مؤكدا على ان السلاح يجب ان يبقى تحت اطار الدولة”. وقال ان اول خطوات محاربة الفساد بدأت في المؤسسة العسكرية والأمنية ولم يتم تغيير الجنود او القادة فيها ولكن تحوّل الجيش الى جيش منتصر وعزيز على ابناء بلده وفخر لهم ونحن مستمرون ببنائه وفق اسس سليمة بعيدة عن الفساد”. وعادة مايؤكد العبادي ان الفساد لايق خطورة عن الارهاب ولذلك فهو مصمم على مواجهنه والانتصار عليه كما تحقق النصر على داعش.
وزاد العبادي قائلا “اننا انتصرنا في هذه المواجهة وضربنا رأس الافعى ومن حق ابناء العراق ان يفتخروا بنصرهم فهناك من اراد ان يبيع النصر لهذه الدولة او تلك ولكن نقول لهم إن النصر عراقي وتحقق من ابناء هذا البلد” في اشارة الى ايران والولايات المتحدة اللتين تكرران انه لولاهما لما استطاع العراق ان ينتصر على تنظيم داعش .. وقال “ان دولة الخرافة لداعش هددت امن العالم والعراقيون قضوا عليها ولهم ان يفخروا بذلك”.
وحيا العبادي المرجع الشيعي الاعلى في البلاد آية الله السيد على السيستاني الذي قال انه صاحب فتوى الجهاد الكفائي التي دعا فيها العراقيين منتصف حزيران يونيو عام 2014 الى التطوع “للدفاع عن ارضهم وعرضهم ومقدساتهم” عندما هدد تنظيم داعش بالزحف على مدينتي النجف وكربلاء المقدستين في البلاد .. وهي الفتوى التي تشكل اثرها الحشد الشعبي الذي اشار العبادي الى انه “قوات نظامية تأتمر بأوامرنا”.
ودعا جميع الكتل السياسية الى التعامل مع المواطنين بعدالة وعدم التفريق على اساس الدين والعراق والمذهب.. واشار الى ان الفساد “موجود بيننا” ويجب ان تتوحد لاخراج الفساد من المجتمع والدولة حتى لايعود داعش
وحول الازمة الحالية مع اقليم كردستان قال العبادي لقد “انتصرنا على محاولات الانفصال وتعاملنا مع العراقيين بنفس الدرجة ولا نفرق بينهم ويجب على المسؤولين التعامل مع العراقيين هكذا لاسيماً وأن إنصاف الجميع أساس النجاح والانتصار واليوم حققنا النصر ولا ينبغي أن ننسى تضحيات العراقيين ونستفيد من هذا الدرس القاسي.
وكان العراق قد اعلن في العاشر من الشهر الماضي الانتصار عسكريا على تنظيم داعش الذي كان قد احتل ثلث مساحة العراق منتصف عام 2014 قبل ان تواجهه القوات العراقية بحملة عسكرية شرسة تمكنت خلالها من تحرير جميع المدن التي سيطر عليها وخاصة في غرب وشمال البلاد.