العبادي خطوات متعثرة مع فقدان البوصلة
بقلم : د.باسل حسين
بالرغم من ان رئيس الوزراء د.حيدر العبادي قد أكد مرارا وتكرارا انه يؤيد وبشدة اجراء الانتخابات في وقتها بيد ان الغرابة الاشد التباسا هو افتقاده لأية استراتيحية انتخابية، وبدا انه يلاحق الحدث بدلا من أن يسعى الى صناعته، وربما هذا يعود الى غياب التركيز لانشغاله بملفات عدة، وعدم اجادته للالعاب الانتخابية فضلا عن ضعف فريقه ومستشاريه او وقلة خبرتهم بحيث ظهر السيد العبادي وفريقه وكأنما فريق هواة مبتدئين . ومع ابلاغ مفوضية الانتخابات السيد العبادي بعدم امكانية النزول بقائمة النصر والاصلاح لكونه مسجلا عضوا مؤسسا في حزب الدعوة .فأن ذلك وضع السيد العبادي من المركز الى الاطراف ومن الفاعلية الى الهامش ومن قوة تفاوضية عليا الى فاعلية أقل تاثيرا بكثير، كما أدخله في حسابات ايسرها ربما هي اعقدها ، فهو اما يضطر الى الاستقالة من حزب الدعوة أو يعمل انقلابا داخليا ويطيح بالمالكي ويحل محله أو يعمل تسوية داخلية وينزل هو والمالكي بقائمة واحدة أو يضغط على المفوضية لتجد مخرجا له من هذا المأزق وهي خيارات احلاهما أمر.
لقد كان على السيد العبادي وضع خطة استراتيجية واضحة المعالم للانتخابات ، ولاشك ان الخروج من كنف حزب الدعوة وتأسيس حزب وطني او تكتل سياسي عابر للهوية الأولية نحو فضاء الوطن كان الخيار الامثل له لاكتساح الانتخابات لكنه كرر خطأ المالكي حينما فكر بأنانية واختار الخيار السهل وفاز بالسلطة لكنه لم يفز بالوطن . لم يتصور السيد العبادي انه يمكن له ان يعيش خارج اطره الطائفية والحزبية كالسمكة التي لا تستطيع ان تعيش خارح الماء ، ولم يثق بنفسه او بالجمهور الذي يمكن ان يقف معه في خياراته الوطنية وهو اراد الانطلاق وطنيا من خلال حزبه وطائفته وهذا أمر صعب جدا . الخلاصة وعلى الصعيد الانتخابي نستطيع القول ان العبادي الطائفي انتصر على العبادي الوطني أو ” ان عبادي السلطة انتصر على عبادي الوطن ” ليس من المبالغة القول، ان نتائح خياراته السيئة هذه لاحت من الان ؛ ضياع البوصلة وتعثر بأمتياز ، كان على السيد العبادي ان ينظر الى المرآة ويتأملها بعناية فائقة، ويرى من الاقوى والاكثر تأثيرا وخضورا وتأيدا العبادي الوطني ام العبادي الطائفي .وضع السيد العبادي الانتخابي تحول بفعل خياراته من بطل اولمبي كيوسين بولت الى طفل يحبو محاولا ان يستكشف العالم من حوله.