وثق الصحفي أمين ناصر، السبت، آخر مستجدات أوضاع الطلبة العراقيين المحتجزين في الصين إثر فايروس “كورونا”.
وفيما يلي نص الرواية الخاصة بوضع الطلبة العراقيين في الصين ومستجدات الامور هناك:
للتو أنهيت اتصالي بمجموعة من الطلبة العراقيين المقيمين بمدينة ووهان الصينية
ومنهم الطالب أ.ف
وهو طالب دراسات عليا ماجستير هندسة بيئية جامعة (علوم الارض) التخصصية في ووهان، بقي له على انهاء زمالته ثلاثة اشهر دراسية
حدثني (أ،ف)عن قلقه ومخاوفه اذ قال:
نحن نعد الوقت بالثواني والدقائق فالدقيقة على بقائنا هنا تعني احتمال الاصابة ..!
عددنا الكلي بين طالب ومرافق رجل وأمرة وطفل، يبلغ 63 ليس بيننا مصاباً واحداً .
المشكلة /
ان طعامنا وشرابنا كاد ينفذ، ومضى علينا بشققنا تحت الحجر قرابة الاسبوع دون ان نصل او نرى الطريق حتى، فالمدينة باسرها تحت الحجر الصحي.
السفير العراقي في بكين والقائم بالاعمال متعاونان معنا وهم في سؤال دائم عنا ووعدونا بحل المشكلة ووصول طائرة الخطوط الجوية العراقية في غضون ساعات معدودة ذلك الحديث كان منذ ايام ..!، لكن ما من تطبيق وهي مجرد وعود، فالموت يداهمنا بين دقيقة واخرى ونحن تحت ضغط نفسي كبير،
لاسيما الاطفال والنساء والطلاب الصغار، ونحن نعتقد ان الصينيين منعوا اي جالية عربية او اسيوية من السفر، فلم يعطوا موافقة لاحد الا الاردنيين من الجنسيات المقيمة قبل بضع ساعات.
الاجراءات الوقائية الاحترازية الني ابلغنا بها هي:
اولاً: فحص الطائرة وتعقيمها واشراف لجنة طبية عراقية وصينية على ذلك
ثانياً: مكوث كل شخص لثلاث ساعات بمطار ووهان تحت المراقبة والعزل الصحي للفحص
ثالثاً: اوراق تعهد ..!
رابعاً: الحجر في مستشفى الفرات ببغداد لمدة 14 يوماً
خامساً: اطلاق سراح مع مراقبة
هذا وقد اكد السيد أ.ف
ان منطقة سكناهم خالية تماماً من اي اصابة بالمرض المذكور فالاصابات بجانب المطار فقط
فمدينة ووهان باتت مدينة مهجورة بالكامل، ويمنع اي تحرك لمسافات بعيدة، مع منع الاختلاط هذا في بادئ الامر، اما الان فهي تحت السيطرة العسكرية ورجل الامن يشير لك من بعيد ويمنعك من الاقتراب منه، ومدينة ووهان مدينة علمية تكثر فيها الجامعات والمعاهد الدراسية، فالتركيز في المدينة على الدراسة.
ويضيف الطالب أ.ف
بتنا نخسر ما قمنا بتخزينه من مؤونة، وكل شيء بدأ ينفذ، لم نتمكن من الحصول على خضروات، او لحوم، فصرنا نعتمد على المعكرونة والمعلبات الصينية ولاننا لا نستطيع تناول الطعام الصيني الاخر باتت بين صفوفنا حالات هستريا كثيرة من الهلع.
ويتحدث السيد أ.ف عن مشاهادته:
الخطر هنا على كبار السن ومن لديهم ضعف في المناعة، لكن شفاء امرأة مسعفة من المرض بعد اصابتها به كونها تعالج الناس وهي على تماس مباشر معهم اعاد الامل للكثيرين وجدير بالذكر ان ووهان لم تسجل اي اصابة لعربي حتى اللحظة.
وفي السياق نفسه تمكنت من الوصول الى عنوان وهاتف العالم البايلوجي العراقي د.زياد طارق والذي غادر الصين قبل الاعلان عن الوباء بايام
ويقول الدكتور المقيم في واشنطن (ز.ط) وهو المتخصص بالفايروسات الوبائية وعلاجها:
“من الاخطاء الكارثية التي سترتكبها الحكومة العراقية هو اجلاء العراقيين من ووهان عبر طائرة تابعة للخطوط الجوية العراقية واستبدال دلك بطائرة صينية ودفع الفروقات وقد وضع خطة لذلك مناشداً الحكومة العراقية وخلية الازمة عن طريقي في ايصال صوته وضرورة اتباع التالي:
اولاً: استئجار طائرة صينية لنقل العراقيين الى مدينة اورموجي عاصمة اقليم شينجان
ثانياً: نقل الطلبة العراقيين الى تركيا او الاردن ومن بعدها نقلهم الى بغداد
السبب من ذلك اجراءات وقائية اكثر لمنع انتقال الفايروس عبر فلاتر الطائرة.
هذا وقد نقلت دول عدة رعاياها بطائرات نقل عسكرية وطاقم طبي عسكري مزود بمبلابس واجهزة وقائية خاصة، كالولايات المتحدة الاميركية التي اجلت جميع رعايها من ووهان وعددهم 1000 عبر دفعات، وكذلك المانيا بنفس الطريقة”.
هذا وقد اجلت كل من الاردن والمغرب والجزائر رعايها المقيميين في ووهان عن طريق الاتصال المباشر بالرئيس الصيني ووزير الخارجية
يقول الطلبة العراقيين في ووهان “امر اجلائنا يحتاج الى قرار سياسي وضغط من الحكومة العراقية والا فنحن في عداد الاموات”.
المصدر: وكالات