خاص: وكالة اخبار العرب
تنفرد وكالة اخبار العرب بنشر الاسرار والخفايا والوقائع التي سبقت واعقبت مؤتمر الوفاق الذي عقد بالقاهرة عام 2005 على لسان الدكتور مثنى حارث الضاري .
وكشف الدكتور الضاري مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين عن خفايا واسرار التحضيرات التي سبقت مؤتمر الوفاق الذي عقد في القاهرة عام 2005 برعاية الجامعة العربية مسلطا الضوء على ما تحقق في المؤتمر وموقف الهيئة خلال اجتماعات القاهرة وما اعقبها ورؤيتها السياسية عبر الميثاق الوطني العراقي لحل معضلات العراق المستعصية .
واطلع الضاري الحضور في مجلس الخميس الثقافي في عمان خلال محاضرته بعنوان من/ وثائق الحركة الوطنية / على مسار اللقاءات مع القوى المناهضة للاحتلال ومشروعه التي سبقت مؤتمر الوفاق في عام 2005 لبلورة موقف موحد للتصدي للتحديات التي تواجه العراق بعد احتلاله موضحا ان مقر الهيئة في جامع/ أم القرى/ شهد عدة لقاءات سياسية لايجاد حل يستند الى الثوابت الوطنية ، مشيرا الى رفض الهيئة والقوى الوطنية الأخرى الحلول الترقيعية التي كانت تهدف الى تخفيف وطأة المقاومة ضد قوات الاحتلال الأمريكي وأضفاء الشرعية على العملية السياسية من دون التزام واضح وصريح لمطالب القوى المناهضة للعملية السياسية وعن سعي الجامعة العربية لرعاية مؤتمر للمصالحة والوفاق للقوى العراقية .
وقال الضاري ان امين عام الجامعة العربية عمر موسى ابلغهم بمقترح عقد المؤتمر في القاهرة برعايتها والمؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة في تشرين الأول عام 2005 وكيف ان القوى المناهضة للاحتلال اشترطت لحضور المؤتمر الالتزام بشروطها الستة المتمثلة : بجدولة انسحاب قوات الاحتلال برعاية اممية واعتبار المقاومة حق مشروع ورفض كل اشكال الإرهاب وإعادة الجيش ومعالجة ملف المعتقلين وحل المليشيات الطائفية وطرد العناصر المتهمة بارتكاب جرائم بحق المعتقلين من الأجهزة الأمنية ،ما دفع عمر موسى لزيارة بغداد واطلاعها على الالتزم بتنفيذ الشروط الستة خلال مؤتمر صحفي عقده في بغداد الامر الذي أدى الى موافقة القوى المناهضة للاحتلال على حضور مؤتمر الوفاق بالقاهرة وعن اشراك المقاومة العراقية في مؤتمر القاهرة .
واوضح الضاري الذي كان عضوا في وفد القوى المناهضة للاحتلال المشارك بمؤتمر القاهرة ان اقتراحا قدم لموسى خلال زيارته لبغداد لتأمين حضور ممثلين عن المقاومة العراقية المؤتمر المذكور واهميته كأول ظهور علني لها لإضفاء شرعية عربية ودولية عليها الا ان ممثلي المقاومة اعتذروا عن حضور المؤتمر وأكدوا ان وفد القوى المناهض للاحتلال هو من يمثلها في المؤتمر ويعبر عن موقفها السياسي واظهرت الوثائق التي عرضها الدكتور مثنى الضاري دور الراحل المجاهد الشيخ حارث الضاري امين عام هيئة علماء المسلمين خلال المؤتمر وقبله وبعده الذي كان رائدا ومسؤولا ويعكس ثبات موقفه وكلمته التي القاها في مؤتمر القاهرة كانت خارطة طريق ورؤية لخلاص العراق من محنته وعبرت عن إرادة العراقيين وقواهم المناهضة للاحتلال والعملية السياسية مستندة الى الشروط المذكورة للحل المنشود وعن النتائج المتحققة لمؤتمر الوفاق في القاهرة .
وشدد الضاري على ان المؤتمر كان فرصة كبيرة لاطلاع الرأي العام العربي والدولي على حقيقة أوضاع العراق وفشل المشروع الأمريكي والعملية السياسية فضلا عن ان المؤتمر حقق وحدة موقف القوى المناهضة للاحتلال عبر خطاب معتدل وموضوعي الذي اسقط الذرائع الحكومية التي تتهم القوى العراقية المناهضة للعملية السياسية تعطيل أي مسعى للحل السياسي ، غير أن الوفد الحكومي العراقي حاول افراغ البيان الختامي للمؤتمر من محتواه لإدخال فقرات عليه تتقاطع مع رؤية وفد المعارضة للحل لانها كانت تمس الأسس التي استندت اليها شروط المشاركة الستة ومع ذلك ، الا ان البيان الختامي للمؤتمر اكد على وحدة العراق وعدم التفريط بمستقبله وجدولة الانسحاب وحق المقاومة المشروع في الدفاع عن العراق والدعوة للأفراج عن المعتقلين وهو الامر الذي دفع بعض شخوص العملية السياسية الى رفض البيان الختامي لمؤتمر الوفاق بالقاهرة وعدم اعترافهم بمقرراته .
ووصف الضاري مؤتمر الوفاق بالقاهرة بأنه انجاز للقوى المناهضة للاحتلال وفرصة وتظاهرة كبيرة باعتبارها اول ظهور علني وكبير للقوى المناهضة للاحتلال ودورها في اي حل مقترح للقضية العراقية مستدركا بالقول ان الموقف الأمريكي أراد من مؤتمر القاهرة ان يكون داعما للعملية السياسية ولتخفيف ضغط وضراوة المقاومة العراقية ضد قواته والسعي للتهدئة على الأرض وفيما يتعلق بعقد مؤتمر ثاني حول العراق ، غير ان القوى المناهضة للاحتلال والعملية السياسية اشترطت لحضور أي مؤتمر في القاهرة بتنفيذ مقررات وتوصيات مؤتمر الوفاق الذي عقد بالقاهرة برعاية الجامعة العربية كشرط مسبق لحضورها وأن لا يتحول المؤتمر المقترح الى مؤتمر للحكومة وممثليها موضحا أن مقترح الجامعة العربية كان يسعى لعقد المؤتمر في بغداد الذي رفضت القوى المناهضة للاحتلال مكان انعقاده وأبدت استعدادها لحضور مؤتمر مماثل في القاهرة استنادا الى شروطها لاسقاط مزاعم الحكومة واتهامها للقوى المعارضة بالتعطيل غير ان المؤتمر الثاني في القاهرة عام 2006 جرى التعتيم عليه وعدم عرضه جلساته ومقرراته عبر وسائل الاعلام وان توصياته هي الأخرى لم تر النور .
واستغرب الضاري من مواقف بعض القوى المحسوبة على الخط الوطني وسعيها للبحث عن ثغرات في جدار العملية السياسية لتامين مشاركتها في مسار هذه العملية والتي كانت سببا في اضعاف العراق وتهديد وحدته وتبديد ثرواته.
ويلخص الضاري بالتساؤل: هل نسكت او نتراجع عن مواقفنا الثابتة رغم حالة الياس عند بعضهم ؟
فيجيب : ان نيأس او نتراجع وسنظل على العهد باقون وما تشكيل وانطلاق الميثاق الوطني العراقي الذي ضم مجموعة خيرة من القوى والشخصيات المناهضة لمشروع الاحتلال والعملية السياسية ، الا دليل على تجديد سعينا وتمسكنا بثوابتنا باعتبار الميثاق خيمة لتوحيد وتحشيد جهود وطاقات الخيرين كعنوان لتحركنا عبر رؤية سياسية تلامس هموم العراقيين وتحشد طاقاتهم لتخليص العراق من تبعات مشروع الاحتلال وفشل الطبقة السياسية التي ابقت العراق متداعيا فقيرا ومنقوص السيادة وخاضعا للاملاءات الخارجية ويدور في فلك المشاريع المشبوهة التي تتقاطع مع موجبات الامن الوطني العراقي.