(( الشرف لا يقبل القسمة ))
بقلم: د. مأمول عبد الرحمن السامرائي
الشرف ، هو الشيء الوحيد الذي لا يقبل القسمة وعندما نطلق الصفة على شخصاً ما ونقول له انت شريف اذن .. هو قيمة كبيرة اجتماعية واخلاقية ، ولكن ليس من المنطق ان نصف شخصاً ونقول له انت نصف شريف . ومن هذا المنطلق نبدأ بحديثنا ونقول…ان الشرف , هو عبارة عن مجموعة من القيم والمباديء الانسانية التي يلتزم بها الفرد وتسمى الاخلاق الحميدة ، ومن هذه المباديء ، هي الامانة والكلمة الصادقة والعمل الحلال والالتزام بما أمر الله به في كتبه السماوية .. ان اسمى واعظم ما في هذه المباديء النبيلة ورأس هرمها هو الأنتماء للوطن (( الوطن )) وطننا هو الخيمة ألآمنة الدافئة التي تحوي جميع اطياف الشعب العراقي وقومياته ولا تعلو على هذه الخيمة الا خيمة الله سبحانه و تعالى . لذلك هو الشرف الاعظم لدى الانسان لان ( الوطن يأتي بعد الله سبحانه وتعالى . و هو فوق (( الدين والمذهب والطائفة )) و هو اسمى صوَر الشرف عند الانسان . حيث اذا انعدم الشرف ،انعدمت فيه جميع القيم الانسانية واعظم ما في هذه القيم هو معرفة دين الله . اليوم وللاسف الشديد نعيش في عالم تقدمت فيه الطائفة والمذهب والقبيلة على هذا الشرف ألأسمى . الا وهو (( الوطن )) كلنا نعلم ان الديمقراطية هي نظام تقدمي جديد على بلدنا وعلى شعبنا إلا اننا تفاجئنا به وبدون مقدمات ، متناسين ان هذا النظام التقدمي يتعارض مع القبلية والطائفية والعصبية ، لذلك جرى ما جرى في بلدنا العزيز ، حيث أنُتخب الجاهل الذي لا يمتلك خارطة طريق لادارة شؤون نفسه وبيته ، فكيف ينتشل المدينة بأكملها ويطورها ويصنع منها جيل متقدم واعي ينهض بوطنه ليكون هو الافضل بين الاوطان .
ان ما تقدم هو ما حدث فعلا في المراحل الماضية حيث كان يصب تفكير الناخب ضمن برنامج القبلية والعصبية وكل ما في ذهنه يقول سأنتخب هذا لكونه ابن عمي او من عشيرتي أو انتخب فلان لكونه من طائفتي لذلك اصبح لا مجال للمتمكن صاحب الفكر النير والذي يمتلك خارطة طريق تجعله يصل بك وبنا الى بر الامان و يبني البلاد ويتقدم بك الى الامام ، ويحافظ على المال العام وتتفاخر به وبنفسك كونك انك رشحت من هو اجدر واكفاء . ان ما حدث من دمار وويلات وانحدار في البنية التحتية هو بسبب الصراعات التي ولدتها القبيلة والطائفة والقومية والتي ضاعت من خلالها العراقية والديمقراطية ، وتحولت البلاد الى طوائف متنازعة لا جدوى منها . واليوم العراق يمر في ازمة مالية خطيرة بسبب الاختيارات الخاطئة التي وُلدت هذه الديمقراطية (( الوهمية )) وانتجت عنها السرقات للمال العام وخراب ما بعده خراب لهذا الوطن العظيم ، لذلك يجب ان نسترد هذا الشرف ومن خلال وحدة الشعب العراقي بكل اطيافة وقومياته … ويجب ان تتظافر الجهود بين الشعب العراقي الابي الواحد ويبتعدون عن المنحرفات التي سلبت منهم اعز ما يملكون والتي جعلتهم يعيشون في وهم لا جدوى منه غير الدمار والخراب وهذا ما كان يهدف اليه الطامع المستعمر ، ويقين سوف يسترد الشرف عندما يصبح الوطن هدفنا الاسمى والاعلى بعيداً عن الطائفية والقبلية والقومية التي سلبت منهم اعز ما يملكون الا وهو الشرف الاسمى .
ومن هنا اقول ان من يدفع لك المال .. يطلب منك المقابل و عليك ان تسأل نفسك ما هو هذا المقابل ؟؟؟؟ … الجواب …. هل هو شرفك او وطنك او مستقبل بلدك الاقتصادي اى مستقبل اولادك و ، و ، و ، الخ ؟؟؟؟؟؟؟.. و أن اضعف ما في هذه الاحتمالات هو ان يريد الصعود على اكتافك ليسرق بلدك و يجعل الجوع والفقر و التخلف الاجتماعي و الاقتصادي خليفة لهذا الوطن ويسعى ايضاً للقضاء على الصناعة والزراعة و الحياة الانسانية والاجتماعية بكافة جوانبها ونواحيها تاركاً خلفه الخراب الشامل والجهل المهيمن على رؤوس المواطنين وهذا ما التمسناه في المرحلة الماضية .. فعليك ان تكون او لا تكون .. لان الشرف (( لا يقبل القسمة )) . اخوتي واخواتي .. ان شرفي هو كل ما املك وانا بين يديكم ، فلكم عندي الكثير .. بل اكثر من الكثير . ان شرفي هو رمزي وتميزي . هو هيبتي واصالة عرقي ، هو نبل اخلاقي وصدقي ، هو نسبي العربي العريق الزاخر بالأمانة .