الانبار: وكالة أخبار العرب
صدر عن مؤسسة دار الصادق الثقافية للنشر والتوزيع الكتاب الموسوم “سرود برائحة القهوة” لمؤلفه الدكتور صافي العمّال وبعرض مشوق ومهني للاستاذ شهاب حمد الانباري .
يقع الكتاب في ٤٠٧ صفحة من القطع الكبير ويحتوي على مجموعة نصوص في مختلف المواضيع الاجتماعية والسياسية والتربوية والصحية .
وقد تناول المؤلّف جميع المواضيع التي احتواها الكتاب من منظور اجتماعي ونفسي وحسناً فعل حين ابتدأ
بنفسه في طرح تلك المواضيع وكيفية معالجتها ،
وما يصحّ لها من أدوية شافية ، باعتبار أن الفرد أعرف
بعلله وما يعتوره من أمراض وعلل ، فكيف إذا كان هذا الفرد متخصصاً بالاجتماع وعلم النفس ، وأعني
به مؤلف كتابنا الذي نحن بصدد عرضه ؟ .
تلمّست من خلال قراءتي للكتاب بأنّ المؤلف يمتلك وعياً اجتماعياً ونفسياً عالياً ساعده كثيراً في طرح المواضيع والمشاكل التي واجهتنا ، وما زالت تواجهنا إلى الآن .
ففي مجال السياسة صوّر لنا الآثار السلبية التي تركها الاحتلال الأمريكي للعراق ، وما رافقها من دمار اجتماعي ونفسي على الشعب ، وكذلك الدمار الاقتصادي في كافة البنى التحتية والمرافق الحكومية والصحية .
وينسحب عليه كذلك ما سبّبه من تفرقة بين قوميات
وطوائف وأديان المجتمع . وتطرّق المؤلف إلى مستوى
التربية والتعليم ابتداء من مراحله الأولى وانتهاء بالجامعات ومراكز البحوث ، كيف كانت وكيف وصلت
إلى حالة يرثى لها من التردّي على كافة الأصعدة .
كما تناول الواقع الصحي ابتداء من وزارة الصحة ومنتسبيها ومستشفياتها ومراكزها الصحية ، وما تعانيه
من رداءة في الخدمات وشحّة أو انعدام الأدوية فيها .
وينتقل إلى المواصلات والمطارات والطرق ، وما يعانيه
الناس من صعوبة في التنقّل عبر كل وسائط النقل أعلاه
، إضافة إلى الازدحامات والتأخّر في المواعيد .
أما في الزراعة فقد تحوّل العراق الذي كان يسمّى بلد النهرين إلى بلد يعاني الجفاف . فلم يعد ماء الشرب صالحاً للشرب ، ولا يكفي للزراعة ، مما أدى إلى جفاف الأهوار وقلّة النخيل والأشجار وزيادة التصحّر ، ومارافقها من زيادة في حرارة الجو صيفاً ، وكثرة العواصف الترابية في كتاب الدكتور صافي العمال أعلاه نصوص وأشياء كثيرة لم أتناولها في عرضي للكتاب ، كي أترك للآخرين فرصة الحصول عليه وقراءته ، فهو كتاب جدير بالقراءة .
أقول : لم يُبقِ المؤلف صغيرة أو كبيرة إلا وتناولها على
قدر ما سمحتْ له عدد صفحات الكتاب ، وأبدى رأيه
في كيفية المعالجة وإعطاء الحل لها . كما لا يفوتني أن أشير ، أنّ المؤلف لم ينس حسنات شعبنا وبلدنا العراق العظيم
والتي هي موضع فخر واعتزاز لنا جميعا رغم الظروف
الصعبة التي يمرّ بها بلدنا العزيز .