بقلم: الدكتور اسماعيل الجنابي
شرف المهنة.. مصطلح نسمعه كثيراً وربما كان مرادفا لمصطلح آخر هو ‘أخلاقيات المهنة’، ويعني ، ان لكل مهنة مجموعة من المبادئ والقيم والأخلاقيات يستند إليها العاملون فيها في تعاملهم مع الذين يلجأون إليهم وقت الشدة والحاجة، لكن الحياة تغيرت وطغى العنصر المادي على الكثير من تعاملاتنا، وطال التغيير مصطلح شرف المهنة حتى أصبح من أكثر المصطلحات ضبابية ، البعض يرى أن شرف المهنة مازال موجودا والبعض الآخر يراه شيئا من الماضي، فهل مازال شرف المهنة متبعا في المهن المختلفة؟
يتسع مصطلح شرف المهنة ليشمل جميع المهن، فالطبيب الذي أقسم قسم “أبقراط” يجب أن يراعي ضميره في مهنة الطب فيعالج الناس، وخاصة البسطاء منهم، بأمانة، ويحافظ على أسرار مرضاه، ويجب على المحامي أن يدافع عن الحق ويراعي أسرار البيوت، وعلى المعلم أن يعامل جميع طلابه بالطريقة ذاتها، ولا يستخدمهم في تحقيق أغراض شخصية أو كوسيلة تحقيق الربح المادي عن طريق الدروس الخصوصية مثلا، ويجب على البائع ألا يغش زبائنه، فهل هذه المبادئ والقيم مازالت موجودة اليوم؟
يعتبر العمل من أقدس الأشياء التي يقوم بها البشر على وجه الأرض، وفيه أصحاب المبادئ الذين يلتزمون بشرف المهنة حقا، ومن هنا لابد من كلمة حق بوجه من ينطبق عليهم هذا الشرف المهني والاخلاقي والانساني ومصداق حديثنا ينطبق على الدكتورة “رشا الشيخ علي” صاحبة القلب الحنون والصدر الرؤوم والانسانية المفعمة بالصدق والاخلاص وهذا الوصف لم يأتي مجاملة أو رياءاً او حتى تزلفاً ، انما ولد حياً من خلال زيارتنا لعيادتها التشخيصية للأشعة الكائنة في شارع ابن خلدون في قلب العاصمة الأردنية ، التي ما أن تطأ قدميك فيها حتى ترتسم أمامك لوحة مشرقة تزدان جمالها عند استقبالك من قبل الموظفات اللاتي ينضمن عمل العيادة بشكل دقيق وشفافية ومهنية عالية الكفاءة.
أما اصل اللوحة وجمال معالمها ، يتضح اكثر عندما تقابل الدكتورة رشا الشيخ ، الانسانة الخلوقة في حديثها والانيقة في هندامها والكبيرة في علمها والعظيمة في انسانيتها ، والتي تتميز بعلامتها الفارقة ذات الوجه البشوش والابتسامة الصادقة التي تبعث الطمأنية والراحة لدى جميع المرضى الذين يتوافدون على عيادتها الموسومة بالشفافية والصدق المعهود ، وهنا ينبغى ان نقف باجلال لهذه القامة العلمية النقية التي غرست في رحمٍ أصيل وصلب كريم لتنبت هذه الدكتورة الفاضلة الرائعة بكل ما للكلمة من معنى والتي نحن اليوم في أحوج ما يكون المجتمع لامثالهن في العمل الصادق والمخلص ، فهن مثل ملأى السنابل بتواضعهن المنحني ذات التميز الباهر والعلم الماهر وليس كالفارغات ذات الرؤوس الشامخة الايلة للسقوط في أول نسمة ريح تعصف بهن.
ان الله اذا أحب عبداً ، كشف له حقيقة الناس من حوله … فا الحمد لله الذي نعطيه بصفاء النوايا فيجازينا بنور البصيرة.