أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء عادل بن أحمد الجبير، أن المملكة العربية السعودية لا تريد حربا في المنطقة ولا تسعى إلى ذلك وستفعل ما في وسعها لمنع قيام هذه الحرب، وفي الوقت ذاته تشدد على أنه في حال اختار الطرف الآخر الحرب فإن المملكة سترد على ذلك وبكل قوة وحزم وستدافع عن نفسها ومصالحها.
وأوضح أن المملكة تتمنى من النظام الإيراني التحلي بالحكمة وأن يبتعد ووكلاؤه عن التهور والتصرفات الخرقاء وتجنيب المنطقة المخاطر، وأن لا يدفع النظام الإيراني المنطقة إلى ما لا تحمد عقباها، مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته باتخاذ موقف حازم من هذا النظام لإيقافه عند حده ومنعه من نشر الدمار والفوضى في العالم
أجمع.
وقال الوزير الجبير خلال مؤتمر صحافي عقده بمقر وزارة الخارجية بالرياض مساء أمس الأول (السبت): «تتابع المملكة
العربية السعودية بقلق شديد تطورات الأوضاع على الصعيد الإقليمي والدولي والتي تتصاعد نتيجة تصرفات النظام الإيراني ووكلاؤه العدوانية في المنطقة» ً ، مبينا ً أن المملكة العربية السعودية تؤكد على أن يديها دائما ممتدة للسلم وتسعى لتحقيقه وترى أن من حق شعوب المنطقة بما فيها الشعب الإيراني أن تعيش في أمن واستقرار وأن تنصرف إلى تحقيق التنمية.
وبين الجبير أن دول المنطقة عانت من جرائم النظام الإيراني ومن تدخلاته على مدى العقود الماضية وهي جرائم أكثر
ً من أن تحصى، مستشهدا باستغلال موسمي الحج عام 1986 و1987م بإرسال متفجرات مع الحجاج وتحريض حجاجها
على القيام بأعمال شغب في موسم الحج، كذلك الاعتداء على سفارة المملكة في طهران واغتيال أحد دبلوماسيي
المملكة هناك والاعتداء على دبلوماسيين آخرين، إضافة إلى قيام عناصر إرهابية من حزب الله الحجاز المدعومة من
النظام الإيراني بهجمات على المجمع النفطي في رأس تنورة وشركة صدف كل ذلك عام 1987م، واغتيال
الدبلوماسيين السعوديين في تايلند عام 1990 و1991م، بالإضافة إلى حوادث التفجيرات التي وقعت في المملكة
التي كان النظام الإيراني وراءها كتفجير أبراج الخبر عام 1996م، وتفجيرات الرياض عام 2003م، التي تمت بأوامر
مباشرة من زعامات تنظيم القاعدة الإرهابية المتواجدين في إيران وتحت رعاية وحماية النظام الإيراني وبالتأكيد هو
سيف العدل قائد العمليات في تنظيم القاعدة.
وأضاف: « ً هناك أيضا محاولة اغتيال سفير المملكة في واشنطن والتورط في اغتيال دبلوماسي سعودي في
كراتشي باكستان عام 2011م والقيام بهجمات إلكترونية ضد شركات النفط والغاز في المملكة عام 2012م والاعتداء
على سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد عام 2016م، إضافة إلى الخلايا الإرهابية والتجسسية التي
ً أنشأها النظام الإيراني في المملكة التي تم اكتشافها فضلا عن شن حرب على المملكة بالوكالة عن طريق دعم
وتبني الميليشيات الإرهابية التي تسعى للتخريب وتهديد أمن المملكة كالميليشيات الحوثية الإرهابية التي أطلقت
على المملكة ما يزيد على 225 ً صاروخا ً باليستيا وما يزيد على 145 ً طائرة مسيرة وبعضها كان موجها لقبلة
المسلمين مكة المكرمة والهجوم على منشآت حيوية».
وعن القمتين الخليجية والعربية الطارئة في مكة المكرمة التي ستعقد الخميس 25 رمضان 1440هـ الموافق 30 مايو
2019 م، أوضح الوزير الجبير أنه سيتم خلال هاتين القمتين بحث العدوان الإيراني في المنطقة لما لذلك من تداعيات
ً خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي، مبديا أمله في الخروج بموقف موحد، وحث إيران على الكف عن تبني مثل هذه السياسات.
وحول موافقة المملكة ودول خليجية على نشر قوات أمريكية في الخليج قال: «إن دول مجلس التعاون لديها
ً اتفاقيات مع الولايات المتحدة، والولايات المتحدة دولة صديقة ودولة حليفة، مؤكدا أهمية الحفاظ على أمن
ً واستقرار هذه المنطقة الحساسة جدا ً والمهمة جدا فيما يتعلق بأمن واستقرار الاقتصاد الدولي، لاسيما وأنها
المصدر الأساسي بالنسبة للنفط, وأن ما يحدث في الخليج يؤثر على العالم بأجمعه لذلك يحرص العالم على أمن
واستقرار هذه المنطقة».
وعن الموقف الروسي من هذا التصعيد، أوضح أن الموقف الروسي يدعو لضبط النفس وعدم التصعيد، حيث إن روسيا
لديها مصالح في المنطقة ولا تريد عدم الاستقرار فيها، وتدعو لتبني سياسات تتماشى مع القوانين الدولية
والأعراف الدولية والتخلي عن السياسات التخريبية أو العدوانية أو التدخلات في شؤون الدول الأخرى.