الانتخابات .. وساحة الطيران
بقلم حسين الاسدي
ليس من باب المصادفة ان يمر يوم على تأجيل الانتخابات الى العاشر من تشرين المقبل بدلا من السادس من حزيران حتى جاء الانفجاران في منطقة الباب الشرقي وساحة الطيران ليؤكدا الترابط بين الحدثين من اجل ارباك الوضع الامني ودفع الموعد الى تأجيل جديد يروق للقوى الممسكة بالسلطة٠ان اجراء انتخابات مبكرة في ظل تراجع شعبية جميع الاحزاب والكتل السياسية والبرلمانية سيقود الى اجراء تغيرات جذرية في مجمل الواقع السياسي المتردي بالعراق وهذا امر لايروق لجهات داخلية واقليمية وفي مقدمتها ايران التي ترى ان الجهات الموالية لها اصبح موقفها حرجا بعد فقدانها الكثير من التأييد على المستوى الشعبي والجماهيري كما ان التفجيرات تمثل رسالة لقوى تشرين ان التغيرات التي تريدونها لا يمكن ان تمر بدون تقديم ضريبة من الدم وهي ضريبة لا يدفعها سوى الطبقات المطالبة بالتغيير٠كما تكشف التفجيرات بدون ادنى شك هشاشة الاوضاع الامنية والتي تسيطر عليها قوى مليشياوية نافذة جردت الجيش والشرطة من واجباتها التي يتعين ان تقوم بها في حماية المواطنين وعموم الشارع العراقي٠ولايمكن ان نستبعد ان تكون التفجيرات رسالة للقيادة الامريكية ولمعرفة موقفها مما يجري بالعراق وبالتالي التصرف على وفق ردة الفعل الامريكية ومن خلالها تحديد كيفية التصرف تجاه هذه المليشيات الموالية لايران بعد ان ضيق عليها الرئيس ترامب الخناق ٠وخلاصة القول التي يخرج بها اي متتبع للاوضاع السياسية والامنية ان التفجيرات سوف تستمر لحين اجراء الانتخابات من اجل خلط الاوراق وافراغ الانتخابات من محتواها ودفع الناس الى عدم الذهاب الى صناديق الاقتراع ومن ثم تأتي نتائج الانتخابات لصالح القوى السياسية الممسكة بالعملية السياسية على امتداد السنوات الماضية واضاعة اربع سنوات من عمر العراقيين وابقاء العراق في اتون الخلافات والفساد وفتح الباب على مصراعيه لايران واحكام سيطرتها على جميع اوجه الحياة في العراق ..