بقلم: الدكتور وليد الحديثي
الاردن كبلد وشعب ودولة خط أحمر في كل شيء في المعادل السياسي و الاقتصادي والأمني ، وهو تحت ضغوط كثيرة لأسباب جيو بولتكسية واقتصادية وسياسية وامنية وعسكرية ، لذلك علينا جميعاً ان نفهم ذلك ولا ننساق إلى العواطف المنجرفة دون حسابات المستقبل ومنها طمع الكيان الصهيوني والكيان الإيراني ومؤامراتهم التي لا تتوقف من اجل أضعاف الاردن والسيطرة عليها لا سامح الله.
واليوم تتشكل في سماء الاردن العربي غمامات من التآمر على أمنها الوطني والقومي ، ومع الاسف ترى بعض الإعلام العربي الرسمي والشعبي ينعق ويساند الطمع الاسرائيلي والايراني بأساليب واهداف مختلفة.
إن ما يجري على الحدود العراقية الاردنية ، ليس وليد اليوم بل هو مخطط من فترة ليست بالقصيرة بدأت ولازالت من الحدود السورية الاردنية لممارسة ضغوط على الاردن وتصدير الفكر الإيراني وممارساته طقوس خارجة عن الدين الاسلامي، ويشهد الله أن هذه التحركات متفق عليها بين الحكومة الإيرانية والاسرائيلية ، لإضعاف الاردن وقبول ما تريد حكومة نتيناهو في إفراغ غزة وتهجير معظم أهلها إلى الاردن .
إن من لديه عقل وحكمة لابد له ان يفسر الأغراض المشبوهة لتجمع عدد من اتباع الحشد الشعبي في طريبيل بحجة الضغط على الاردن لفتح الحدود والذهاب للدفاع عن غزة ، وهذا هو تدخل وضغط سافر تتحمل مسؤوليته الحكومة العراقية.
ان الذي يمتلك نية صادقة وحقيقية عليه ان يدخل من الاراضي السورية والتي تمتلك جبهة عريضة مع اسرائيل وهي بحاجة الى الرد على الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة والتي تخرج في بياناتها من ان لها حق الرد ، وماذا تنتظرون أفضل من هذه الفرصة ؟، كما ان لديكم جبهة مفتوحة من جنوب لبنان ومعكم قائدكم حسن نصر الله الذي يدعي انه يمتلك مائة الف صاروخ و اسلحة واعتدة كثيرة و كبيرة ، فمتى تستخدم ؟ أم أنها وجدت لذبح الشعب اللبناني .
إن على قادة الدول العربية ، العمل على حماية الاردن والحفاظ على سيادتها واستقلالها ودعمها مادياً ومعنوياً وعسكرياً ، لان ما يصيبها من ضرر لا سامح الله سيصل إلى كل الأقطار العربية ، وخذوا العبرة لما حصل للعراق العظيم بعد 2003 من تدخل إيراني وبمباركة الولايات المتحدة الامريكية ومن يقف معها.
لا تتركوا الاردن يواجه الخطر القادم لوحده ، كما تركتم الشعب الفلسطيني يواجه كل اسلحة الدمار في غزة وعموم فلسطين .
نقول لكم أن الشعب الأردني شعب عروبي باسل ، سيكون في مقدمة الصفوف لتحرير فلسطين لو توفرت الإرادة العربية الصادقة ، والعمل على توفير مستلزمات المقاومة والتحرير ، أما ان تطلبوا من الاردن الان موقف التدخل العسكري ، فهذا انتحار وفقدان إستقلالها . لقد لاحظتم كيف تخلى ما يسمى بمحور المقاومة عن المشاركة في الدفاع عن الشعب الفلسطيني ، وجعلوا أهلنا في غزة يواجهون الآلة العسكرية الاسرائيلية والأمريكية بل والعالمية .
تحية لشعبنا العربي المجاهد في فلسطين المحتلة وهو يواجه كل أنواع الاسلحة والهجمات لوحده ، وان شاء الله النصر قريب.