تسببت الأمطار الغزيرة التي أغرقت عدداً من المدن العراقية خلال الأيام الماضية، في فتح ملف شركات المقاولات، التي أسند إليها تنفيذ أكثر من 250 مشروعا لصرف المياه في العاصمة بغداد ومناطق جنوب ووسط وغرب البلاد خلال السنوات الثماني الماضية، بقيمة تجاوزت 4 مليارات دولار.
وقال مسؤول حكومي في تصريح صحفي اليوم إن أكثر من 200 مشروع صرف صحي، فشلت في استيعاب مياه الأمطار وبعضها انهار، حيث المضخات معطلة أو صغر قطر الأنبوب أو انسداده، نتيجة عدم الصيانة أو مستوى ارتفاعه عن الشارع.
وأضاف أن ملف شبكات الصرف قد يدخل بقوة في ملف الفساد المالي، مشيرا إلى أن جميع الشركات المنفذة لمشاريع الصرف محلية وتتبع أحزابا وكتلا سياسية أو شخصيات حكومية ودينية.
ويعاني العراقيون من انتشار الفساد في الكثير من القطاعات. وفي العام الماضي 2017، احتل العراق المرتبة 166 من بين 176 دولة على لائحة البلدان الأكثر فساداً التي تصدرها منظمة الشفافية الدولية.
وقال جواد عبد السميع من مكتب المفتش العام في وزارة البلديات إن “الأمطار الأخيرة التي ضربت العراق كانت كافية لمعرفة مستوى المشاريع المنفذة في قطاع الصرف، خاصة أن جزءا كبيرا منها افتتح بينما لم يشهد العراق مستوى أمطار حقيقيا من قبل لاختبارها”.