كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية التابعة لحزب الله اليوم الاثنين، أن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، استطاع تذليل العقبات التي حالت دون إعلان التحالف الثلاثي بين حيدر العبادي والحشد الشعبي وتيار الحكمة برئاسة عمّار الحكيم.
واشارت الصحيفة الى انه “حتى ساعات الفجر الأولى من صباح السبت، كان مشهد التحالفات الانتخابية في العراق مغايراً لما أنتجته نقاشات الأمس. فقد وقع رئيس الوزراء حيدر العبادي، اتفاقاً مع الأمين العام لمنظمة بدر، هادي العامري، على تشكيل (ائتلاف نصر العراق)، بعد تبدّد آمال ولادته، والذي وصفه بيانٌ صادر عن الأوّل بأنه عابرٌ للطائفية والتفرقة والتمييز، داعياً الكيانات السياسية العراقية للانضمام إلى الائتلاف الجديد، والذي من شأنه أن يتوّجه الإعمار، والإصلاح، والمصالحة المجتمعية”.
ونقلت الصحيفة عن مصدر عراقي بارز قوله أنه بعد ساعات من بيان العبادي التحق زعيم تيّار الحكمة عمّار الحكيم، بـ (سفينة نوح)، مشيراً المصدر إلى السفينة ضمّت مع إغلاق المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، الباب أمام إجراء التعديلات النهائية على التحالفات الانتخابية، أكثر من عشرين كياناً سياسياً، يدور معظمهم في الفلك الإيراني”.
ووفقاً للصحيفة، فقد وصل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، صبيحة السبت إلى العاصمة بغداد، لوضع اللمسات الأخيرة على تحالفٍ أرادته طهران، وأساسه (العبادي ــ الحشد (الشعبي)، بعدما وصلت مفاوضات اللجان المشتركة إلى حائطٍ مسدود، وإعلان كُلّ من العبادي والعامري، وحلفائهما، خوض الانتخابات التشريعية والمحليّة من خلال قوائم منفردة”.
وأكدت الصحيفة اللبنانية، أنه “أثمرت التمنيات الإيرانية، بعد نقاشات طويلة عن تحالفٍ ذي لونٍ واحد، عماده المكوّن الشيعي، وبعض المؤيدين المستقلين من المكوّنات الأخرى، وخاصّةً أن المكوّنين السُنّي من جهة، والكوردي من جهةٍ أخرى، عازمان على إنتاج زعامات جديدة نظراً إلى شكل التحالفات التي أبرمت بالأمس”.
وبشأن التحالفات الشيعية لخوض الانتخابات المقبلة، ارتكزت رؤية طهران على لم شمل الجميع، باستثناء رئيس الوزراء السابق، والنائب الأوّل لرئيس الجمهورية نوري المالكي، في خطوةٍ حسمت التكهنات لدى معظم الأوساط السياسية العراقية عن نية طهران عزل حليفها الأوّل في بلاد الرافدين”.
ونقلت الصحيفة من مصادرها أن “طهران أردات إلحاق جميع حلفائها بقائمة العبادي، وعلى رأسهم العامري، الذي رفض بدوره ضم زعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر، وعمار الحكيم، إلى التحالف. واقتنع العامري، في نهاية المطاف، بضرورة التحاق الحكيم، والصدر وحلفائه من التيّار المدني واليساريين، والتكنوقراط والمستقلين، إلا أن الصدر نفسه رفض الانضمام إلى هذا التحالف، «طالما الحشد موجودٌ فيه».
بدوره، انضم الحكيم إلى التحالف ضمن الضوابط التالية، أن التحالف هويته وطنية، يستقطب قوىً وطنية (سُنّية، وشيعية، وكوردية) للمضي ببناء التكتل العابر للطائفية أولاً؛ وأساسه برنامج هادف لبناء الدولة العراقية ثانياً؛ وتشاركي في اتخاذ القرارات، وتحديد المسارات، وصنع السياسات ثالثاً”.
وقد امتعض الصدر من تشكيل هذا التحالف، فخرج ببيانٍ ناري، انتقد فيه ما جرى، معتبراً أن “العجب كل العجب لما سار عليه العبادي، وكنّا نظن به أول دعاة الوطنية والإصلاح”، مؤكّداً أنه “لن يدعم سوى القوائم العابرة للمحاصصة”.
وعزّى الصدر الشعب العراقي بعد “الاتفاقات السياسية البغيضة، من تخندقات طائفية مقيتة لتمهّد إلى عودة الفاسدين مرة أخرى”، موضحاً أنه “عُرض علينا الالتحاق، ورفضنا ذلك رفضاً قاطعاً”.
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن “امتعاض الصدر من هذا التحالف يتقاسمه مع العديد من القوى والتيارات، ليس فقط من هم خارجه فقط، إنما من المنضوين تحت رايته أيضاً. امتعاض ثانٍ يبديه مقرّبون من العبادي، فـ«قائمتنا فائزة»، وفق استطلاعات الرأي ومزاج الشارع المؤيّد لإنجازاته في القضاء على «داعش» واستعادة معظم المناطق المتنازع عليها مع الكورد، وحربه على الفساد. هذا «الفوز»، الذي تراه طهران منطقيّاً، سينجم عنه ولاية ثانية، يوجب «إلصاق» حلفائها به، فـ«وقع ما جرى… ودخول الجميع بهذه الكثرة مردّه سرقة النصر منّا». وإن وصف البعض ما حدث بـ«واقعة سفينة نوح»، فإن آخرين ــ من المقرّبين من العبادي ــ يصفون ذلك بـ«الجمعية الخيرية»، باعتبار أن المنضوين في قائمته سيحصدون المقاعد بناءً على أصواتٍ قُدّمت لهم بالمجّان”.
وأكدت الصحيفة أن الامتعاض الثالث، كان من نصيب المالكي فقد غُيّب الرجل عن التحالف، بمعزلٍ إن كان ذلك عن قصدٍ إيرانيّ أو لا. قُدّمت له عروضٌ عدّة، لكنه رفض ذلك، “بناءً على المناكفات السياسية الماضية، كيف تطلبون مني أن أتحالف معه؟ (قاصداً العبادي)”، تنقل مصادره، التي تؤكّد في حديثها إلى أن القضية ليست “ركوب سفينة… فالتحالف يقتضي بلورة رؤيةٍ سياسية واضحة، لا تُشكّل في ساعات معدودة”.