بقلم: الدكتور اسماعيل الجنابي
مرة أخرى يعمل المتصيدين بالماء العكر من اجل ايقاع السنة العرب وخصوصا أبناء المحافظات المحررة في مستنقع الاقتتال، وسفك الدماء بالاتفاق مع المغرر بهم ممن يدعون نصرة المذهب زيفا وبهتانا لغايات شخصية ضيقة لا تتعدى في حدودها المعلنة وغير المعلنة سوى تشويه صورة المدافعين عن ابناء المكون الذي ركع جنرالات المحتل الأمريكي في مستنقع الهزيمة وهذا ليس من باب المدح وإنما بشهادة بعض قادة واشنطن الذين ذكروها في تصريحاتهم في أكثر من مناسبة.
تلوح في الأفق بوادر مخطط كبير للنيل من حزب السيادة بوجه عام وزعيمه بوجه خاص على يد من ذاقوا حلاوة المال الحرام وشهوة كراسي السلطة والجاه المزيف ، فأعماها الفكر السيئ وعششت الضلالة في قلوبهم ولم يعودوا يفرقون بين الحلال والحرام وبين الظاهر الأعمى والباطن البصير وبين الطهارة والنجاسة ولغييهم تساوت عندهم كل شيء، فالحق والباطل متساويان، والعدل والظلم لا يختلفان ، وهنا لابد من كلمة انصاف بحق من يضعون أبناء جلدتهم فوق العيون وتحت المُقل بعيداً عن المغانم الشخصية ومصداق كلامنا ان حزب السيادة لم يتطرقوا لموضوع رئاسة البرلمان ولم يفرض رغبته على الاخرين او ان يكون طرفاً في عرقلة تسمية رئيس البرلمان الذي هو من حصة المكون ، بل كان بيضة القبان من أجل المصلحة العليا لأبناء السنة .
أن قوافل المساعدات التي تجوب مخيمات النزوح لم تنقطع يوماً عن تقديم فعالياتها الانسانية لمن اذتهم الحاجة وهم بصمتهم خجلين ، يضاف الى ذلك متابعة ملف المغيبين قسراً وقانون العفو العام ، بعيداً عن موازين الشعارات الممزوجة بالوعود التي لا يراد منها سواء تحقيق المكاسب الدنيوية على حساب معاناة وهموم ابناء المكون والتاريخ شاهد على ما جرى ويجري، فملأى السنابل تنحني بتواضع والفارغات رؤوسهن شوامخ والحال ينطبق على أصحاب الحملة المضللة تجاه حزب السيادة وزعيمه الشيخ خميس الخنجر ، الذي باتت قاعدته وحزب تتوسع يوماً بعد يوم حتى باتت تأكل من جرف الاخرين الذين تكشفت حقيقتهم وتراجعت شعبيتهم ، بعد أن أثبتوا بالدليل القاطع أنهم أصحاب المناصب والعقود ولم تعد شعاراتهم تنطلي على العراقيين الشرفاء ، لان شمس الحق لا يمكن ان تحجبها غرابيل الباطل ، لان “السيادة باتت عنوان القيادة وهيبة وطن” ، ويبدو أن أبناء يعقوب مازالوا يعيشون بيننا من حيث فعلهم المشين حتى باتوا لا يفرقون بين الأصل والشبه ، فذاقوا مرارة شرابهم الذي سقوه لغيرهم ، فأصبح طعم لعاب أفواههم أشد حدة من مما يشربون ، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .
لعل قادم الأيام سيثبت لكم ما حذركم منه قلم العبد الفقير وعندها لن تستطيعوا إعادة السيف المسموم الى غمده و سيلعنكم الرب ومن بعده عباده المظلومين ، لان اصحاب الجُب لا يريدون الخير لعراقكم العظيم فلا تجعلوا أبنائه وقود نار ولا عناوين استشهاد مغلفة تدعي نصرتها لمحافظاتكم التي ذاقت لوعة ومرارة مرحلة التهجير والخراب والتنكيل ، فالله وحده يعلم الغيب وما أنتم بمنزلين ، فاتقوا ناراً وقودها الناس والحجارة ، وانظروا حولكم لتروا ما يحصل في بلدان ابناء عمومتكم التي جرفها الطوفان لنفس الغرض الذي تسعون إليه.
نعيش غرة ايام ثورة الحسين، وصراخُ الأطفالِ ونحيبُ النساءِ وبكاءُ الرجالِ في العراق فاقَ كل الاقدارَ ، واصبح وصمةُ عارٍ على جبين ِالمتجبرينَ، الذين لو كانَ سبطُ رسولِ الله حيا لشهرَ سيفَه بوجهِهم وحزَّ رقابَهم ، لانهم تكبروا وتجبروا وتسلطوا على عباد الله وحرفوا واقعة من اعظم الوقائع التي عرفتها البشرية منذ خليقتها ، فلا تنالوا وتغتابوا ممن يعملون على تخفيف معاناة النازحين وعوائل المختفين قسراً وتشمتوا بصبرهم الذي عانق حدود السماء ، بينما ملأتْ خزائنُكم وجيوبكم اثر متاجرتكم لمأساتهم ، الحق والحق نقول: ان هؤلاء الذين يشنون حملة التظليل ضد حماة الاهل ليسوا من أهل الدين ولا من أهل الشريعة ولا من أهل الذمة ، هؤلاء لا يعرفون الرب القهار ، لانهم تاجروا باسمه وقتلوا خلقه ويكبرون باسمه ، ثم “باعوا كلام الله” بأ بخس الاسعار ، فويل لهم من غضب الله في يوم الحشر عند لقاء الله جل في علاه !.