ألقى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، كلمة مطولة تطرق فيها إلى عدة قضايا تتمحور حول عملية “نبع السلام” التي تشنها بلاده على مناطق سيطرة القوات الكردية شمال شرق سوريا.
قتل المدنيين والموقف من الشعب السوري
ففي كلمة له أمام كتلة حزب العدالة والتنمية في البرلمان، نفى أردوغان أن يكون الجيش التركي قد قتل مدنيين، وهاجم من يتهم أنقرة بذلك قائلا: “أولئك الذين يتهمون تركيا بقتل المدنيين لهم عيون لا يرون بها وآذان لا يسمعون بها وألسنة سليطة وأفئدة متحجرة وضمائر غارقة في الظلام”، على خد تعبيره.
ووجه الرئيس التركي رسالة للشعب السوري أكد فيها أن بلاده تقف مع السوريين في وجه الظلم، مشيرا إلى أنه عند تشكيل حكومة “مشروعة تمثل كافة الشرائح في سوريا”، فإن أنقرة ستترك النقاط التي تسيطر عليها وتديرها شمال شرق سوريا، وأضاف قائلا: “نحن نبني ونعمر فقط لكننا لا نظلم أبدا”.
“نبع السلام”
تمسك أردوغان باستمرار عملية نبع السلام في سوريا غير مكترث بالعقوبات الاقتصادية التي فرضتها وستفرضها أمريكا مستقبلا على بلاده، مؤكدا أن العملية مستمرة حتى تحقيق أهدافها، ومشددا على أن بلاده لن تفاوض “الإرهابيين” تحت أي ظرف.
وأشار الرئيس التركي إلى أن بلاده تقترح خروج من يصفهم بـ”الإرهابيين” من المنطقة الآمنة التي حددتها تركيا، وإلقاء أسلحتهم.
وقال أردوغان: ” في حال تطبيق مقترح خروج الإرهابيين من المنطقة الآمنة ستكون عملية نبع السلام انتهت من تلقاء نفسها”، على حد تعبيره.
هجوم على جامعة الدول العربية
هاجم الرئيس التركي جامعة الدول العربية بعد أن أدانت مؤخرا في اجتماع وزراء خارجيتها في العاصمة المصرية، القاهرة، العملية العسكرية التركية.
وأشار الرئيس التركي إلى أن الجامعة “لم تدفع قرشا واحدا” على اللاجئين السوريين، ورأى أنها تسعى إلى إعادة مقعد سوريا من أجل إدانة تركيا والإساءة لها.
أمريكا والاتحاد الأوروبي
أكد الرئيس التركي أن بلاده لا تكترث بالعقوبات الاقتصادية التي تفرضها أمريكا عليها، مشيرا إلى أنه لا يمكن لأي جهة إيقاف العملية العسكرية التركية في سوريا.
وطالب أردوغان الاتحاد الأوروبي بحماية البعثات الدبلوماسية التركية على أراضيه، وعبر عن استغرابه من عدم تحرك أوروبا في هذا الصدد.
وقال الرئيس التركي إن من يصفهم بالإرهابيين حفروا أنفاقا بطول 90 كم، مستخدمين إسمنت “فرنسيا”، وتساءل قائلا: “كيف ستردون على ذلك؟”.
وطال هجوم أردوغان قوات التحالف الدولي لمكافحة داعش، إذ تساءل عن سبب وجودهم في سوريا دون تقديم دعوة لهم من أحد، مشيرا إلى أن روسيا دعاها النظام في حين أ، التحالف جاء بلا دعوة من أحد.
يذكر أن كلمة الرئيس التركي تأتي تزامنا مع وصول وفد أمريكي برئاسة نائب الرئيس، مايك بنس، إلى أنقرة بالإضافة إلى لقاء مرتقب بين وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، ومستشار ترامب للأمن القومي.
cnn source