يبدو أن آفة الفساد المتفشية بين أروقة الحكومة الأوكرانية قد تشكل سبباً لتراجع الغرب القوي عن دعم كييف.
هذا ما كشفته وثيقة أميركية رسمية حساسة، لافتة إلى أن مسؤولي الإدارة الأميركية يشعرون بقلق كبير بشأن الفساد المتفشي في أوكرانيا.
تحذير قوي
وشددت على وجوب ألا تؤجل كييف جهود مكافحة الفساد.
كما حذرت من أن تلك الآفة باتت “تقوض ثقة الشعب الأوكراني والقادة الأجانب في زمن الحرب”!
إلى ذلك، تضمنت الخطة الكثير من التفاصيل حول أهداف الولايات المتحدة في أوكرانيا، من خصخصة البنوك، وتشجيع المزيد من المدارس على تدريس اللغة الإنجليزية، فضلا عن حث جيشها على اعتماد بروتوكولات الناتو.
فيما كشف مسؤول أميركي مطلع أن العديد من المحادثات الصادقة تدور خلف الكواليس، لاسيما أن “الكسب غير المشروع في أوكرانيا” يشكل مصدر قلق للمسؤولين الأميركيين وصولاً إلى الرئيس جو بايدن.
علماً أن تلك المسألة لم تنل ما يكفي من التركيز في أعقاب الغزو الروسي الذي انطلق في فبراير 2022، بل تم التغاضي عنها من قبل الإدارة الأميركية لإظهار التضامن الكامل والدعم الكافي لكييف بوجه موسكو.
رهان موسكو
ويعد هذا التنبيه الأكثر وضوحا حتى الآن، لجهة حث الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي على المضي قدما في مسيرة الإصلاح رغم الحرب والمعارك التي تخوضها قواته ضد الجيش الروسي.
فقبل شهر تقريبا أصدرت وزارة الخارجية الأميركية تقرير تناول مسألة الفساد هذه، إلا أنه لم يسترع انتباه أحد، لاسيما أن لهجته كانت “معتدلة بل خفيفة” نوعا ما.
وقد أتى هذا التحذير اليوم بالتزامن مع رهان الروس على تعب الغرب من دعم الأوكران، كلما طالت الحرب، على الرغم من أن واشنطن أكدت أن هذا الرهان في غير محله.
كما جاء بعد نحو شهر على إقالة وزير الدفاع لشبهات فساد، الذي يشكل أحد أهم العثرات في طريق انضمام البلاد إلى الاتحاد الأوروبي!